الى الاعلى
  • جميعنا مدينون لفضل المعلم ومنّته هذا هو لبّ كلامنا وأصل القضية "الامام الخامنئي"

مقاربة العلاقة بين الجنسين في المؤسسات التربوية المعاصرة


 

 

نظّم مركز الأبحاث والدراسات التربوية الملتقى التربوي رقم 7 للعام 2023 وذلك عصر نهار الأربعاء بتاريخ 4 تشرين الأول 2023 م، تحت عنوان [مقاربة العلاقة بين الجنسين في المؤسسات التربوية المعاصرة] (قدمه الشيخ الدكتور محمد النمر)

  • المداخلة رقم 1: العلاقة بين الجنسين من منظور ثقافي تربوي (الشيخ الدكتور حسان عبد الله /لبنان)

  • المداخلة رقم 2: العلاقة بين الجنسين في المؤسسات التربوية المعاصرة (د. غالب العلي /لبنان)

 

 

بدأ الملتقى بمقدمة للشيخ الدكتور محمد النمر قال فيها:

في ظل عالم متغير، تطور الواقع الدراسي ليشمل إلزامية التعليم للأطفال، وأصبح تعليم الجنسين في الجامعات أمرًا واقعًا.

فمع هذا التطوّر تغير نمط العيش، وتغيرت التنشئة الاجتماعية في المجتمعات المدنية المعاصرة، وأصبح هناك تحديات تربوية وثقافية تواجه المجتمع حول مقاربة العلاقة بين الجنسين لم تكن ملحوظة في السابق بهذا الشكل. لذلك كان لا بد من البحث حول سبل تنظيم العلاقة بين الجنسين في المجتمع والمؤسسات، لبناء مجتمع متكامل ومتوازن يحافظ على القيم والضوابط، ويحقق العدالة لكلا الجنسين. ولهذا لا بد من البحث حول نظرة الإسلام لتنظيم هذه العلاقة بالإضافة إلى الإجراءات والتحديات والخطط من أجل تنظيم العلاقة بين الجنسين في المجتمع بشكل عام والمؤسسات بشكل خاص.

 

 

ففي المحور الأول: العلاقة بين الجنسين من منظور ثقافي تربوي، سيقدم هذا المحور الشيخ الدكتور حسان عبد الله، رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين، للإجابة عن الأسئلة الآتية:

  • ما هي نظرة الإسلام للعلاقة بين الجنسين وما هي حدوده؟

  • ما هي الصورة التي يجب تقديمها عن الجنس الآخر للشباب؟

  • كيف يمكن تقديم مصطلحات: الصداقة – الأخوة – الزمالة؟

  • الحب عند الشباب هل هو علاقة عابرة أم علاقة جدية؟

 

 

وفي المحور الثاني: العلاقة بين الجنسين في المؤسسات التربوية، سيقدم هذا المحور الدكتور غالب العلي، مدير الإشراف التربوي في المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم، للإجابة عن الأسئلة الآتية:

  • ما هو المنظور العام للعلاقة بين الجنسين في الإطار المدرسي المعاصر؟

  • ما هو واقع المناهج الدراسية تجاه قضية الاختلاط والنظرة للجنس الآخر؟

  • كيف تنظم المدرسة الإسلامية المعاصرة العلاقة بين الجنسين في الحياة المدرسية؟ وهل نجحت بتقديم نموذج تربوي فعال؟

 

 

 

المداخلة رقم 1: العلاقة بين الجنسين من منظور ثقافي تربوي (الشيخ الدكتور حسان عبد الله /لبنان)

بدأ الشيخ د. عبد الله مداخلته بالآتي: في موضوع نظرة الإسلام للعلاقات بشكل عام، هناك فهم خاطىء من قبل البعض للنظرة الإسلامية فيما يتعلق بالعلاقة بين الرجل والمرأة، إذ يعتبرون أن الإسلام ليس دينًا اجتماعيًا، لأنه يضع حدودًا للعلاقات بين الجنسين، والحقيقة أن هذه النظرة هي نظرة خاطئة، فالإسلام أكد على تعميق الأواصر الاجتماعية من مسألة بر الوالدين التي جعلها الله تعالى الطاعة الثانية بعد توحيده، وجعل العقوق الذنب الثاني بعد الشرك به عز وجل، إلى مسألة صلة الرحم، حيث اعتبر الله تعالى أن من يصل رحمه يصله الله برحمته يوم القيامة، ومن يقطع رحمه يقطع الله عنه رحمته يوم القيامة، إلى مسألة العلاقة مع الجيران، إلى حد أن يقول رسول الله (ص) "ما زال جبرائيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه يورث بشيء".

 

أما بالنسبة لنظرة الإسلام فيما يتعلق بالعلاقة بين الجنسين، فله نظرة خاصة في موضوع هذه العلاقة، فعندما نتحدث عن العلاقة بين الرجل والمرأة بما هما من ذكر وأنثى، فإن هناك عناوين وضوابط فرضها الله تعالى عز وجل كي لا تؤدي هذه العلاقة إلى ما لا تحمد عقباه، فالله تعالى لم يحرّم معاونة المرأة الضعيفة ومساعدتها كإنسانة، ففي وصية أمير المؤمنين علي (ع) "الله الله في النساء وقيما ملكت أيمانكم".

 

والتشريعات الإسلامية أتت لتحافظ على المرأة والرجل على حدٍ سواء، فالإسلام أراد من العلاقة بين الجنسين أن تكون منحصرة في الإطار الإنساني، ولا تتعدى ذلك إلى الإطار الشهواني، فعلاقة الذكر بالأنثى هو علاقة محصورة في إطار مقدّس إسمه الدائرة الزوجية، أما خارج إطار الأسرة والعلاقة الزوجية فلا يُمكن أن تُفتح العلاقة إلى المدى الذي يباح فيه كل شيء، تحت حجة الحرية الشخصية. ونرى الغرب مثالاً واضحًا للإنهيار الأخلاقي الذي حلّ بأفراده وأسره نتيجةً للتفلت في الحدود بالعلاقات بين الجنسين دون وجود أي رادع وضابط لها.

 

 

ومن موضوع حدود العلاقة بين الجنسين، نتوجّه لموضوع آخر يرتبط فيه بشكل مباشر، وهو مسألة الستر، فهو أمر مطلوب من الرجل والمرأة على حدٍ سواء، ولكن سيتم التركيز على المرأة نظرًا لخصوصية هذا الأمر لديها أكثر من الرجل، حيث يقول الله تعالى في القرآن الكريم بسم الله الرحمان الرحيم "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن"، فعندما فرض الإسلام الحجاب على المرأة، معنى ذلك أنها تقول سلفًا للآخرين أنها لا تريد إبراز أي من مفاتنها، كي يتم احارمها كإنسانة على أساس تفكيرها وعفافها وعقلها ووعيها، وليس على أساس مفاتنها الجسدية. ولمن يناقشون مسألة الحجاب نقول بأن الأحكام التي جاء بها الإسلام هي أحكام نهائية، ونحن نلتزم بها تسليمًا لأمر الله تعالى، وهذا التشريع ليس لفترة من الفترات، ولو كان كذلك، لوجب أن يكون هناك ديانة أخرى ستظهر لاحقًا غير الإسلام، وللزم أن يبعث نبي آخر غير النبي محمد (ص) الذي هو خاتم الرسل والذي جاء بالرسالة الخالدة، فهذا يعني أن هذه الأحكام وهذه التكاليف نهائية وثابتة، وهي مصدر من مصادر صيانة وحماية المجتمع، ووضع حدود للعلاقة بين الجنسين، لكي تبقى هذه العلاقة في إطارها الإنساني، ولا تتجه لأي إطار آخر يفتقد القيم والأخلاق.

 

 

ومن مواضيع العلاقة بين الجنسين، هو موضوع علاقة الزوجين مع أرحامهم، فصلة الرحم من الأمور الواجبة وقطعها هي كبيرة من الكبائر، ولكن حتى صلة الرحم يجب أن تكون ضمن ضوابط شرعية، فليس كل الأرحام تستطيع مثلاً أن تكشف المرأة عن رأسها أمامهم، وهناك أعراف خاطئة وهي أن الرجل يستطيع التعامل مع إبنة خاله مثلاً كما يتعامل مع أخته، أو أن المرأة تستطيع التعامل مع إبن عمها مثلاً كما تتعامل مع أخاها، وهذا غير صحيح من الناحية الشرعية. وعلى سبيل المثال إبنة عمي هي من الأرحام ويمكن أن أزورها وأن أساعدها كما أساعد أي أخت مؤمنة، ولكن ضمن ضوابط لهذه العلاقة، فلا أستطيع أن أدخل بيتها دون وجود زوجها أو أولادها. فهنا المجتمع قد ينظر لهذا الأمر ومع وجود النوايا الطيبة بالأمر المقبول، بينما الشرع يحرم هذا الشيء، وطبعًا الأولوية هي للشرع كي لا نقع في المحاذير، لأن من شرّع هو رب البشر، وهو أخبر بطينتهم وبمصلحتهم، فكل مشاكل المجتمعات كانت بالإبتعاد عن التعاليم الإلهية.

 

أما  فيما يتعلق بعلاقة أحد الزوجين مع غير الأرحام، فهنا المحاذير أكبر، وضرورة الوعي لوضع حدود لهذه العلاقة مع من هو أجنبي بالنسبة للآخر هي ضرورية جدًا، فلا يجوز بالمطلق وجود علاقة بين أحد الزوجين مع زميل عمل أو صديق طفولة أو جار، إلى حد يتجاوز أصول العلاقات مع الأجنبي، وخاصة فيما يتعلق بموضوع الخلوة، فكما يقول الإمام علي (ع) "سبب الفجور الخلوة". فالصدقات والعلاقات المفتوحة لها حدود لا يجب تخطيها، فحتّى لو كان هناك ضرورة للإختلاط بين الجنسين كالجامعات مثلاً، فيجب على هذا الإختلاط أن لا يتخطى الحدود الشرعية المسموح بها، فليس هناك مشكلة بالصداقة بين الجنسين إن كانت مبنية على الأخلاق والإحترام وحمل همّ الأمّة ونشر الإسلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهداية الناس. أما الصداقات المبنية على المزاح واللهو وإضاعة الوقت، فسيُسأل أصحابها عنها يوم القيامة، فعن الإمام علي (ع) "لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيما أفناه". وأيضًا في موضوع العلاقة بين الجنسين في الحياة الجامعية، فحتّى لو كانت العلاقة صادقة ومبنيّة على أساس الوصول للزواج وتكوين الأسر، فمن خلال التجربة نحن لا نحبّذ هذه العلاقة بين الطرفين، لأنها في الكثير من الأحيان كانت تصل لترك الشاب للجامعة بهدف الحصول على عمل والزواج من الفتاة التي يريد بناء الأسرة معها. وأيضًا فيما يتعلق بالعلاقة بين الجنسين في الحياة الجامعية، فعلى الأهل أن يقوموا بأدوارهم التوعوية لأبنائهم، من خلال تنبيههم وشرح حدود ومساوىء العلاقات مع الجنس الآخر في حال تخطيها للحدّ الشرعي المطلوب، فعلينا أن نحاورهم وأن نكون صريحين معهم، فلا يكفي تحذيرهم بل يجب توعيتهم لأسباب وأسس هذا التحذير.

 

وهناك نوع من أنواع العلاقات بين الجنسين وهي العلاقة المفتوحة بقصد الزواج، حيث يخرج بعض من يسعون للزواج والإرتباط إلى المقاهي وغيرها للتعرف على بعضهما البعض أكثر فأكثر، وهذا الشيء غير مقبول حيث لا رابط شرعي بينهما، وقد تؤدي مثل هذه الأمور إلى الميوعة والمزاح غير اللائق وإلى ما لا يحمد عقباه، والبديل عن ذلك للشاب أو الصبية اللذان يودان التعرف أكثر على بعضهما البعض هو الحضور في منزل الأهل، مع تواجد الأهل في المنزل، حيث أن حدود التعرف المطلوبة بينهما كالشكل والمستوى الفكري وغيرها تؤمنها مثل هذه الجلسات دون الحاجة للخلوة خارجًا، وبالتالي فالمطلوب هو علاقة مضبوطة لا علاقة مفتوحة بين الأشخاص المقبلين على الزواج، فالعلاقة المنضبطة تحت إشراف الأهل هو السبيل الأفضل للمقبلين على الزواج.

 

 

وأخيرًا، إن العلاقات المفتوحة بين الجنسين أمر لا نحبذه بين كافة مستويات العلاقة، سواء كانت علاقة بين أرحام أو زملاء أو أصدقاء، وأن الإنفتاح بالعلاقة كثيرًا ما يؤدي إلى غيرة تودي بالحياة الزوجية، وحتى في الحياة العادية، ومن دون أن يكون هناك زواج، لا بد من أن يكون هناك ضوابط للعلاقة كي لا تخرج عن علاقة بريئة ضمن ظروف وبيئة طبيعية، لتصبح علاقة يملؤها الإشكالات الشرعية وتؤدي إلى الوقوع في محاذير شرعية، وكذلك لا بد من الإلتفات إلى أبنائنا عندما ينخرطون في مجتمع جديد كالمدرسة أو الجامعة أو المصنع أو مكان الوظيفة، ففي الوقت الذي من المهم إعطاء الثقة لأولادنا، إلا أنه لا بد من أن تكون ثقة مضبوطة، بمعنى الثقة الموجهة، فلا أدعهم يشعرون بأني أكبت لهم أنفاسهم في كل شيء، ولا بأنهم يملكون الحرية بشكل مطلق، بل نعطيهم المجال الكافي للإحتكاك وتكوين المعرفة بالحياة والقدرة على المواجهة ولكن تحت مراقبتنا البعيدة القريبة، لأنها قد تكون بعيدة في المكان، ولكن بمراقبة حثيثة بشكل نجعلهم يخطئون تحت إشرافنا على سبيل التعلم، فإن هكذا خطأ يكون مضبوط العواقب، ولكن إذا أخطأت من دون إشرافنا فساعتئذ ستكون المشكلة كبيرة.  

 

 

المداخلة رقم 2: العلاقة بين الجنسين في المؤسسات التربوية المعاصرة (د. غالب العلي /لبنان)

 

بدأ د. العلي مداخلته بالإجابة عن أسئلة الملتقى:

السؤال الأول: ما هو المنظور العام للعلاقة بين الجنسين في الإطار المدرسي المعاصر؟

يمكن أن نميز بين منظورين لهذه العلاقة وهما:

  • منظور التنشئة الاجتماعية: حيث يُعنى بالتربية على العلاقة بين الذكر والأنثى من خلال الأطر المفاهيمية والممارسات التطبيقية في الحياة بالاستناد إلى المرجعيات والمعايير الاجتماعية، ويتفرع منه 3 اتجاهات:

  1. الاتجاه المحافظ: ينطلق من العادات والتقاليد الاجتماعية، ويكون متشددًا عادة، ينحو لتنظيم العلاقة وضبطها والتأكيد على خصوصية الساحات، يُترجم هذا الاتجاه مدرسيا بسياسات الفصل بين الذكور والإناث، فتنشأ عنه المدارس غير المختلطة.

  2. الاتجاه الديني الإسلامي: ينحو نحو التربية على التكامل، مع تنظيم العلاقة والتأكيد على خصوصية الساحات عمومًا، ويترجم هذا الاتجاه مدرسيا بسياسات الفصل بين الذكور والإناث وإدارة الاختلاط، فتنشأ عنه المدارس غير المخلطة بأشكالها المتعددة.

ففي المدارس الإسلامية ينطلقون من فكرة أن العلاقة بين الذكر والأنثى هي علاقة تكاملية، فهم لا يمنعون الإختلاط بشكل عام ولكن ضمن حدود وأسس مضبوطة، فمثلاً الخلوة المحرمة لا يجوز الإلتقاء فيها حسب الشرع الإسلامي، والإشكالية الأكبر ليست في الإلتقاء بحد ذاته، بل بوتيرة اللقاء، فوتيرة الإلتقاء العالية تؤدي وتمهد للوصول إلى حد المحرمات.

  1. الاتجاه العلماني: ينحو نحو التربية على المساواة والدمج الكامل وفتح الساحات على مصراعيها، يُترجم هذا الاتجاه مدرسيا بسياسات الدمج بأشكاله المتعددة بين الذكور والإناث، فتنشأ عنه المدارس المختلطة.

  • المنظورالتربوي التعليمي: يدرس أثر سياسات الفصل أو سياسات الدمج على العملية التعليمية التعلمية ومخرجاتها، مما ينشأ عنه مدارس مختلطة أو مدارس غير مختلطة، أو مدارس مختلطة جزئيا.

يعتمد هذا الاتجاه على الدراسات في حقول العلوم الإنسانية ولا سيما علم النفس وعلم نفس التعلم وعلوم الدماغ والأعصاب والعلوم التربوية وعلم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماع.

 

 

وفي هذا الصدد نجد الكثير من الدراسات التربوية، بعيدًا عن منظر التنشئة الاجتماعية، التي أيدت سياسات الفصل بين الذكور والإناث في التعليم، ولا سيما في المرحلة الثانوية، والعودة إلى المدارس غير المختلطة، ومن نتائج هذه الدراسات:

  • الفصل يترافق مع نتائج دراسية أفضل.

  • الفصل يترافق مع تحسن في السلوك، لأن الإختلاط يشجع على نشوء علاقات عاطفية بين الطلبة وتشتيت تركيزهم بعيدًا عن الدراسة.

  • الفصل مفيد خاصة للبنات، حيث يساعد على تحسين الحالة النفسية وبناء شخصيتهن الأكاديمية.

  • الفصل يحد من التواصل بين الجنسين، ويقلل المواعدة والعلاقات العاطفية أثناء الدراسة بحيث يزداد تركيز التلاميذ على تحصيل العلم.

 

 

هذه الدراسات تضيء على تأثير العامل النفسي الناتج عن الإختلاط في الأمن التعليمي، والإبتعاد عن المشتتات النفسية التي يمكن أن تنتج عن الوضعية المختلطة، وبخاصة لدى المراهقين بحسب مراحل نمائهم.

فالمدارس أحادية الجنس لديها الكثير من المزايا الموجودة فيها، والتي نشجع عليها، وهي:

  • ثقة أكبر لدى الطلاب من أقرانهم في المدارس المختلطة.

  • يتميز الطلاب بأداء أكاديمي أفضل.

  • يتجه هؤلاء الطلاب إلى عدم الشعور بضغوط أدوار الجنسين.

  • يتعلمون متابعة المجالات التي تهمهم بغض النظر عما يعتبر مقبولاً اجتماعيًا لجنسهم البيولوجي.

 

السؤال الثاني: ما هو واقع المناهج الدراسية تجاه قضية الاختلاط والنظرة للجنس الآخر؟

واقع الإختلاط في المناهج التعليمية، هناك مقاربتان:

  • مقاربة معتمدة في المناهج الرسمية: تحاكي نمط الإختلاط في المجتمعات الغربية عمومًا مع قيق من المحافظة.

  • مقاربة معتمدة في المناهج الخاصة ببعض المؤسسات: تراعي المعايير الدينية في الموضوعات والوضعيات والصورو..إلخ، مع تخصيص في الرياضة والمواد الرديفة.

 

الدولة في لبنان تتبى الاتجاه العلماني مع القليل من الضوابط، وبالتالي فالعلاقة بين الذكر والأنثى مبنية على مبدأ المساواة والحرية في العلاقة بين الطرفين. أما في المدارس الإسلامية فيتم الأخذ بالمناهج العامة للدولة، وبعد تدقيقها يتم أسلمة المناهج قدر الإمكان، واستبعاد ما يخالف العقيدة الإسلامية منها.

 

ويظهر لدينا سؤال إشكالي أخير في هذه النقطة وهو: هل تختلف مناهج الذكور عن مناهج الإناث؟

الجواب هو أنه في بعض القضايا ممكن أن تختلف مناهج الذكور عن مناهج الإناث، فهناك مساحة وخصوصية للإناث، كما هناك مساحة وخصوصية للذكور، في موضوع البلوغ والفروقات بينهما مثلاً.

 

السؤال الثالث: كيف تنظم المدرسة الإسلامية المعاصرة العلاقة بين الجنسين في الحياة المدرسية؟ وهل نجحت بتقديم نموذج تربوي فعال؟

أشكال تنظيم وضبط العلاقة بين الجنسين في المدرسة الإسلامية المعاصرة، هو على الشكل الآتي:

  • تخصيص مدارس مستقلة لكل جنس (من الصف الرابع وصعودًا).

  • تخصيص مباني أو أقسام مستقلة لكل جنس في الحرم المدرسي (من الصف الرابع وصعودًا) مع مرافق مستقلة.

  • فصل الذكور عن الإناث في شعب مستقلة مع مرافق مشتركة (ملاعب).

  • فصل الذكور عن الإناث في الغرفة الصفية.

  • اختلاط مع وجود ضوابط عامة.

 

 

المداخلات والأسئلة:

عقب المداخلتين الأساسيّتين كانت هناك عدد من المداخلات والأسئلة من قبل الحضور:

 

أسئلة من قبل الأخت آيات نور الدين (حضور):

  • سؤال للشيخ د. حسان عبد الله: في موضوع الصداقة التي تكلم عنها فضيلة الشيخ حسان، فالصداقة تخلق علاقة حميمة بين الطرفين نتيجة للوتيرة، فهل نحن في مجتمعنا نستطيع وضع صداقة بين الجنسين مع تأمين الحدود؟

  • سؤال للدكتور غالب العلي: أين يمكن الفصل بين الجنسين؟ وفي أي أعمار؟ وفي أي صفوف؟

 

الرد من قبل الشيخ د. حسان عبد الله:

أوافق على موضوع مسألة الصداقة حيث فيها الكثير من المحاذير، وهو موضوع مرتبط بالثقافة، فليس هناك فهم للآخر بين الجنسين، فموضوع الصداقة الإنسانية عالية المستوى، وقد تنزل إلى الصداقة التي تصل لغايات دنيئة، فعادة لا نحبذ وجود هذه الصداقة بين الجنسين نظرًا لصعوبة وجود هذه الصداقة التي تلتزم بالشرع بتفاصيله.

 

الرد من قبل د. غالب العلي:

علي أن أطرح السؤال حول كيف أنظر لموضوع الفصل؟ هل بعقدة؟ كيف أوصل للشباب والطالبات موضوع الفصل؟ فهل هناك خطرًا بأن تكون المدرسة مكانًا للتدرب على العلاقة بين الجنسين؟ فالمدرسة لا زالت لا تقوم بهذا الدور، خاصة مع الأعمار الصغيرة، وهذا ما يؤدي لأن تتمظهر أشكالها كتفلت في الحياة الجامعية في بعض الأحيان. فأنا أشجع على أن مقاربة الموضوع لا يجب أن تكون قمعية، فالمنهج التعليمي يجب أن يدرب الطرفين على كيفية إدارة العلاقة بين الجنسين.

 

 

سؤال من قبل الأخت ملاك قرياني (حضور):

من وجهة نظري المشكلة تكمن بالبناء الروحي للأبناء وليس بالمنع، فإن كان هناك وجود تكامل بين الأسرة والمدرسة تكون المسألة تسير في الطريق الصحيح. فهل يتحقق هذا الشيئ في مدارسنا؟

في مدراسنا ومن خلال التجربة نرى أنه غير مطبّق، مع العلم بأن طبيعة الاجتماع الإنساني تفترض الإختلاط (حج، مزارات مقدسة،..إلخ)، فأين نحن من هذا التكامل بين الأسرة والمدرسة للعمل على الطفل ليكون لديه هذا الفهم الصحيح؟

 

الرد من قبل الشيخ د. حسان عبد الله:

عملية التعارف إسلاميًا هو أمر طبيعي، مع ضرورة وجود ضبط داخل المدرسة، يرافقه تواصل وتكامل مع الأسرة، خاصة أننا الآن أصبحنا نتجه نحو الجندرة (الذكورة والأنوثة)، فيجب وجود معايير واضحة للوصول إلى الطريق السليم.

 

مداخلة من قبل د. علي كريم (مدير مديرية الدراسات المدانية في المركز):

لغة الخطاب المعتمدة مع كل التقدير للخلفية الدينية التي ننطلق منها، هل هذه اللغة تُقنع الجيل الناشيء؟ كم هي مستويات الدين عند هؤلاء الشباب؟

فهذه الأمور إن وُضعت في خانة للتوجيه في المباشر، ففي النهاية سيصل الطالب للجامعة (وهناك يوجد اختلاط).

وما يلفت النظر حول الإختلاط، ففي دراسة تمت في مدارس المصطفى (ص)، أظهرت النتائج بأن الإداريين والطلاب هم مع الدمج، وعليه يجب إعادة دراسة الموضوع لكي نصل للخواتيم السليمة.

 

 

أضيف بتاريخ :2024/01/18 - عدد قراءات المقال : 701