الى الاعلى
  • من كان له أنثى، فلم يبدها ولم يُهِنْها، ولم يُؤْثِّر ولده عليها أدخله الله الجنّة"النبي الأكرم(ص)"

فلسطين في الكتاب المدرسي


التقرير العلمي للملتقى التربوي رقم 9 للعام 2023
[فلسطين في الكتاب المدرسي]

 

 

 

نظّم مركز الأبحاث والدراسات التربوية الملتقى التربوي رقم 9 للعام 2023 وذلك مساء نهار الثلاثاء 26-12-2023 م، تحت عنوان [فلسطين في الكتاب المدرسي] (قدمه الشيخ الدكتور عباس كنعان).

  • المداخلة رقم 1: حضور القضية الفلسطينية في الكتاب المدرسي اللبناني (د. حسين عبيد /لبنان)

  • المداخلة رقم 2: القضية الفلسطينية وتجربة المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم مدارس الإمام المهدي (عج) (د. حسين يوسف /لبنان)

 

بدأ الملتقى بمقدمة للشيخ الدكتور عباس كنعان قال فيها:

في البداية تحيةً لغزة وفلسطين وأهلها، الشعب الصامد والمقاوم الأبي، للجرح النازف في اليد التي لم يُسقط السلاح من يدها المضرجة بعبق العزة، والمتوهّج بروح الإباء، تحيةً لكل مقاوم ينهض من تحت الركام، ومن بين الجدر المندكة، والأبنية المهدمة،... ومن بين صراخ الأطفال والثكلى، وأنين الأسرى وإبائهم في ظلمات سجون المحتل الغاصب، تحيةً لكل هذا الشعب القوي المقتدر، الذي يهتف من أعماق قلبه بنداء الله تعالى: (وإن جندنا لهم الغالبون)...

التحيةُ للمقاومة في لبنان وأهلها، وشهدائها على طريق القدس...

تحيةً لأبطال اليمن السعيد والأبي، وتحية لكل شريف وأبي في هذا العالم...

 

   لقد أضحتِ القضيةُ الفلسطينة بكل تجلياتها، ورمزيتها، ودلالاتها الإنسانية والتربوية والأخلاقية، والعمق الديني والمعرفي والتاريخي والوجودي، قضيةً بشرية لا لبس فيها ولا مواربة، حيث شكلت في سياق حركة الإنسان المعاصر فارقًا كيانيًا، وانعكاسًا على الساحة السياسية والاجتماعية، ودخلت بمعمق في معركة الوعي وصناعة المعرفة، باعتبارها قضية صراع بين الحق والباطل وبين المتسضعفين والمستكبرين، قضية شعب يقتل ويهجّر وتُحتل أرضه، وتنتهك أبسط حقوقه الإنسانية، من قبل كياني عصبوي صهيوني متوحش، لا مكانة للرحمة لديه....

 

كما أنّ هذه القضية بما احتوت من دلالات وحقائق، لها ارتباط وثيق بلبنان شعبًا ودولة ومقاومة... منذ بدء النكبة واحتلال فلسطين، حيث تفاوت تناول القضية الفلسطينية في المناهج الدراسية، بين تعزيز حضورها وبين التخفيف من وهجها، أو بمحاولات إلغاء لبعض دروسها في بعض الظروف ولأسباب واهية،.. وصولا إلى عملية طوفان الأقصى التي أحيت –من جديد-في الأمة القضية الفلسطينية بزخم أقوى بعد ما كانت الدول المستكبرة والكثير من الدول الاسلامية والعربية المطبّعة قد ساهمت في تهميش القضية الفلسطينة لدى فئات كثيرة من الجيل الناشئ، والشباب في العالمين العربي والاسلامي، كما ساهمت في إبعاد الاهتمام عنها لصالح قضايا إشكالية عديدة مصطنعة ومستجدة يومية وظرفية.

 

 

من هنا كان لا بد من دراسة واقع القضية الفلسطينية اليوم في الكتاب المدرسي اللبناني وهل تم تناول العدو الصهيوني كعدو؟ وكيف تم تقديمه في الكتاب المدرسي....؟ وغيرها من الأسئلة، وذلك ضمن محورين:

 

المحور الأول: حضور القضية الفلسطينية في الكتاب المدرسي اللبناني 

  1. ما مدى حضور القضية الفلسطينية في الكتاب المدرسي اللبناني؟

  2. هل يتم تدريس المواد والدروس المتعلقة بالقضية الفلسطينية في الكتاب المدرسي  اللبناني، أم تم إلغاؤها؟

  3. هل لا يزال العدو الإسرائيلي في الكتاب المدرسي اللبناني حاضرًا؟

  4. مع محاولات التطبيع التربوي القائمة ما هو واقع التطبيع التربوي في لبنان؟

 

المحور الثاني: القضية الفلسطينية وتجربة المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم-مدارس المهدي(عج)

  1. كيف تمت متابعة إدخال القضية الفلسطينية إلى المناهج الرسمية؟

  2. وكيف اهتمت المؤسسة الإسلامية في إبراز القضية الفلسطينية والعدو الإسرائيلي في مناهجها وكتبها؟

  3. ما هي أبرز الفعاليات والأنشطة التربوية التي تقوم بها المؤسسة في تربية أبنائها على المعرفة والتعلق بالقضية الفلسطينية، والعداء للكيان الصهويني الغاصب؟

  4. وكيف يمكن تعزيز التربية على العداء مع الكيان الصهيوني، وهل هناك محاولة لتعزيز ذلك في الكتاب المدرسي اللبناني؟

 

 

المداخلة رقم 1: (د. حسين عبيد /لبنان)

بدأ الدكتور عبيد مداخلته بالحديث عن القضية الفلسطينية، حيث اعتبرها من أمهات القضايا التي يعيشها العالم، سواء كان في ماضيه أو حاضره، وحتى مستقبله، ففلسطين بموقعها الجيوسياسي، والديني، والتاريخي، وباعتبارها الانموذج الوحيد في العالم الذي تعرض لأبشع صورة من صور التشويه والتضليل، عبر أطروحة عنصرية متعالية، تختزن منظومتها كل أنواع التدليس والتزوير، بمرتكزات تزييفية ست، أرض الميعاد، شعب الله المختار، الحق التاريخي في فلسطين، معاداة السامية، القومية اليهودية، الحدود، بهدف إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، على قاعدة أرض بلا شعب، يتملكها شعب بلا أرض، ومن المفارقات في هذا المجال أن ما يعرف بالكيان الصهيوني لا حدود واضحة له، حدوده على مدى المعمورة، وما يصل إليه "حذاءُ العسكريّ الأخير" على حدّ تعبير بن غوريون، وما يحمل من غل وحقد رسمه في نشيده التلمودي المبني على القتل وسفك الدماء، وما نراه في غزة اليوم ما هو إلّا تجسيد لتلك النزعة العنصرية بطبيعتها العدوانية.

وعليه فإن قضية بهذا الحجم ولما يحتف بها من مخاطر ليس فقط على مستوى فلسطين والبلدان العربية المجاورة لها، بل على مستوى العالم كله، ترى كيف تعاملت الكتب المدرسية اللبنانية معها، وكيف يرسم الكتاب المدرسي صورة فلسطين؟ وعليه المنهج الذي صنعها وأنتجها، وظهّرها، وبالتالي كيف ظهّرها، لنسأل عن مدى حضور القضية الفلسطينية في الكتاب المدرسي اللبناني؟

من المعلوم أنّ المنهج هو صورة النظام التربوي، كما الدروس المنبثقة عنه، والنظام التربوي هو انعكاس للنظام السياسي لهذا البلد أو ذاك... والمحكوم عادة باتجاهات وميول حاكميه والقوى المؤثرة فيه.

وعند الحديث عن لبنان نرى أنفسنا ملزمين بالحديث عن نظام فريد في العالم، أساسه مركب طوائفي، تسوده التوترات والمنازعات، وأحيانًا الصراعات على هوية لا تزال قائمة حتى يومنا هذا، تهيمن على المشهد التربوي فيه لا سيما في المجالات التاريخية والتربوية سردية واحدة، تحاول سرديات أخرى مشاركتها، ولكن...!!!

وفي هذه المداخلة التي نود أن نتحدث فيها عن فلسطين في الكتاب المدرسي اللبناني، وعن  مدى حضورها، نرى أنفسنا مدفوعين إلى الحديث عن أنواع من المناهج ولو بكلمات، وهي عديدة منها المنهج الرسمي والمقصود به المنهج المكتوب والذي يتضمن سياسات الدولة ونظامها التربوي، والمنهج الخفي ويتشكل من إضافات أو حذف من المنهج الصريح أو الرسمي عن قصد أو غير قصد، وهو بشكل أو بآخر يشكل شخصية المعلم/ ة تبعًا لدوافعه أو ميوله وأهوائه ومواقفه، والمنهج المنفذ، وهو ما نفذ من المنهاج، ويمكن أن نضيف إلى هذه المناهج منهجًا لبنانيّا مبتكرًا يسمى بمنهج التخفيف أو التقليص أو منهج الدروس المعلقة.

 

الأهداف العامّة

الأهدافَ العامّة للمناهج في لبنان توثِّق تكوينَ المواطن بقضايا مثل الانتماء إلى الوطن والهويّة العربيّين (مع ضرورة الانفتاح على الثقافات العالميّة والقيم الإنسانيّة)، لم تُقارب المناهج التربويَّة (في لبنان) موضوع العدو الصهيوني من باب تسميته باسم العدو ولم تُشر صراحةً وبشكلٍ مباشر إلى ذلك، تماشيًا مع فكرة أنّ لبنان بلد ديموقراطي، ولأنّ الموضوع بحد ذاته خلافي لم يُجمع عليه اللبنانيون بجميع أطيافهم.

 

كتاب التاريخ:

لعل من الإشكاليّات الأكثر تعقيدًا التي تواجهها السياسات التربوية في لبنان، كتاب التاريخ في لبنان، وإذ كانت المعضلة داخلية وإشكالياتها المتفاقمة حول كتابة لبنان، وتوقفه عند عام 46، ولو مبتسرًا، فإن الفترات ما بعدها لا تزال حتى الآن عصية حتى يومنا هذا.

 

1 - تدريس التاريخ في عهد الانتداب:

لا مشكلة في الانتداب في تدريس التاريخ، حيث كان المنهاج المعتمد مزيجًا من تاريخ فرنسا وأوروبا، وموضوعات من تاريخ العالم، بالإضافة إلى بلدان "الانتداب"، ولمحات من تاريخ لبنان والعالم العربي والإسلامي، ولكن المعضلة برزت بشكل أساسي بعد الاستقلال، فأصدرت عام 1946 مناهج جديدة للتعليم بجميع مراحله، وإذا كان منهج التاريخ الذي حصل بين أعوام 1968 – 1971 لم يحدث قطيعة مع منهج 1946.

 

2 - الطائف والكتاب الموحد:

تعتبر وثيقة الوفاق الوطني 1989 المرجع الأساس لإصلاح المناهج، ونصّا على توحيد الكتاب في مادتي التاريخ والتربية الوطنية". لم يوفق القائمون على انتاج كتاب تاريخ موحد.

 

3 - القضيّة الفلسطينيّة في المنهج المكتوب للتاريخ وكتبه.

 أدرج المنهجُ المكتوب لمادّة التاريخ (1968) القضيّةَ الفلسطينيّةَ في الصفّين التاسع والحادي عشر. لكنّ الكتب المدرسيّة الصادرة قبل التسعينيّات لم تتضمّنْ أيَّ إشارة إلى أنّ الموضوع كان يُدرَّس في الصفّ الحادي عشر، بل ورد في الصفّ التاسع (السنة الرابعة المتوسّطة آنذاك) حصريًّا.

أمّا مقترح المنهج الذي تقدّمتْ به اللجنةُ المولجةُ بمادّة التاريخ ضمن خطّة النهوض التربويّ برئاسة رئيس المركز التربويّ للبحوث والإنماء"، وأقرّته الحكومةُ اللبنانيّةُ في أيّار 2000، ثمّ أوقِفَ العملُ به لاحقًا فيشمل تدريسَ القضيّة الفلسطينيّة في الحلقة الثالثة من التعليم الأساسيّ وفي المرحلة الثانويّة.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه وعلى الرغم من إدراج الخطر الصهيونيّ على لبنان والعرب ومقاومتهم له في المراحل التعليميّة الثلاث من المنهج المكتوب (2000)، فقد كان من اللافت أنّ تعبير "القضيّة الفلسطينيّة" لم يرد إلّا في الحلقة الثالثة، وأنّ تعبير "المقاومة الفلسطينيّة لإسرائيل" لم يرد إطلاقًا. وما يمكن التوقّفُ عنده أنّ المنهج، على الرغم من تضمّنه الموضوعَ في الحلقتين الثالثة والثانويّة، بقي يذْكر "فلسطينَ" و"القضيّة الفلسطينيّة" من ضمن موضوع "الخطر الصهيونيّ" على لبنان والدول العربيّة.

ولم يتوقف الأمر على شطب فلسطين بل تجاوزه إلى حذف كل المتعلقات فيها  وشطب كلّ الدروس المختصة بالدول العربية من الشهادة المتوسطة في العام الدراسي 2000/2001. ما أخرج ما تبقى منها من سياقه التاريخي فأصبح بلا قيمة تربوية.

 

4 - شطب محور القضية الفلسطينية:

وفي حفلة التقليصات او التخفيف أو الدروس التي تم تعليق العمل بها، كان المقص الأمضى في مادة التاريخ  وكان موضوع إثارةً للسجال، إذ جرى حذف 3 حصص (دروس) للسنة التاسعة تتعلق بـ: نشأة الصهيونيَّة، وفلسطين في ظلّ الانتداب البريطاني، والحروب العربية ـ الاسرائيلية، ونكبة سنة 1948، وحملة 1956 (العدوان الثلاثي)، وحرب حزيران (سنة 1967(. وبهذا تمّ حذف «القضية الفلسطينيَّة» من دروس التاريخ، ولم تعد مذكورة إلّا عرضًا في حصّة واحدة تحت عنوان "الأردن والقضية الفلسطينية حتى 1967"، وكانت الحجّة التخفيف عن المتعلمين وترشيق الامتحانات الرسميَّة. يومها، ذهب معظم السجال إلى مادّة الفلسفة التي تم تفريغها من دروس ومحاور رئيسة تتّصل بالفلسفة العربيَّة والإسلاميَّة. حتى وإن بقي هذا المحور إلّا أنّ طريقة تقديمه لا ترقى إلى مستوى القضية الفلسطينية، تاريخ مُحبِط ومُنمط...

 

حتى مع عودة المحور المتعلق بالقضية الفلسطينية في الصف التاسع، إلّا أنه عاد مع التقليصات مهيض الجناح مختزل بعناوين ثلاثة، تعريف الصهيونية، مظاهر السياسة البريطانية في فلسطين، وما يسمى بنكبة 1948...

 

التربية الوطنية والتنشئة المدنية:

الأهدافَ العامّة، تمَّ لحظُ مصطلحٍ واحد، هو "الهويّة العربيّة"، في الهدف العامّ الثامن للمنهج ("تعزيز وعيه لهويّته العربيّة وتعلُّقِه بها وبانتمائه العربيّ المنفتح على الإنسانيّة")، وغابت كلُّ المصطلحات التي تختصّ بفلسطين أو بالقضيّة الفلسطينيّة.

أمّا الأهداف الخاصّة فإنها تخلو تمامًا من مصطلحات "فلسطين"، و"القدس" و"الأراضي المحتلّة." وظهرتْ، بشكلٍ متفاوتٍ إلى خجول، عبارتا "إسرائيل" و"مقاومة العدوّ." بينما تتكرّر عبارتا "الهويّة العربيّة" و"الانتماء العربيّ" بشكلٍ أكبر.

ما يرد في كتاب التربية الوطنيّة يغيِّب (أو لا يَلْحظ) أيَّ تدرّجٍ في ذكر المصطلحات المتصّلة بفلسطين ومقاومة الاحتلال. فهي تنعدم في أكثر الصفوف، ومحصورةٌ في الصفّ الرابع والسادس أساسيّ والتاسع أساسيّ والمرحلة الثانويّة. بيْد أنّ هذه الفصول قد يلحظها التخفيفُ (أي إنّها تحضر في المنهج المكتوب وتغيب عن المنهج المنفّذ ومن ثمّ عن المنهج المقوَّم). وإن وُجدتْ، فهي لا تتطّرق إلى القضيّة الفلسطينيّة البتّة، وجاءت عبارة "فلسطين" فقط كدولة عربيّة، لا ككيان خاضع للاحتلال أو يقاوم الاحتلالَ الإسرائيليّ؛ ما يفتح البابَ أمام التطرّق إليها من زاوية المنهج الخفيّ، بحسب أهواء كلّ من المعلِّمين. وظهرت المصطلحاتُ المتصّلة بالمقاومة بشكلٍ ضعيف، بينما بقيتْ فكرةُ الاحتلال الإسرائيليّ والعدوّ الإسرائيليّ مهيمنةً على النصوص والأهداف وغيرها. مع التقليصات تم شطب الدروس المتعلقة بالاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وحق المقاومة في الدفاع عنه.

 

في الجغرافيا:

 لم يتم إيلاء المسألة الفلسطينيّة والعلاقة الجغرافيّة بين لبنان وفلسطين الأهمّيّةَ المفترضة، وللأسف نجد أن بعض المناهج التعليمية المنتشرة في المدارس دأبت باستخدام كلمة "اسرائيل" بدلًا من "فلسطين" سواء أكان ذلك في النصوص أو الخرائط المُرفقة. وتَبرز الخطورة في تكريس اسم الكيان الصهيونيّ في جعله مألوف الاستخدام ولا يدل على أيّ محذورات تتعلّق بالحق الفلسطيني أو باغتصاب الأرض وقتل الإنسان وتهجيره... كما يساهم هذا الاستخدام في إسقاط حقّ مقاومة ومحاربة الاحتلال.

 

في الأدب العربي:

تغييب عن المناهج الأدبيَّة كلّ ما يشير إلى الأدب المقاوم بكافّة أشكاله. كتب التعليم الثانوي ذات العلاقة بالأدب، ولم تأتِ على ذكر العدوّ الصهيوني في النص الأدبيّ حتى أنّها تناست الموضوع عندما عنونت درسها "التحرير والتحرّر" الذي كان من المفترض فيه الإطلالة على الأدب المقاوم للاحتلال، لكنها لم تفعل ذلك.

 

في مواد مختلفة:

ولم تكن باقي المواد لا سيما الإنسانية منها، بعيدة في بعض جنباتها، عن الإقصاء لفلسطين والقضية الفلسطينية، إن لم تكن في مناهجها الخفية قد تغمز من قناة تعميم ثقافات مناهضة لها على الأقل...

 

تعديل المناهج بين الضرورات الداخلية والمتطلبات الخارجية:

عادة عندما يتم تعديل المناهج أو تطويرها إنما ياتي بناء المواكبة ومجاراة العصر، لركب التقدم، ولكن مع العولمة بدأت هذه تسعى لتعديل المناهج التعليمية والتربوية بما يحقق غاياتها وأهدافها في إدخال مفاهيم جديدة إلى المناهج وحذف أخرى، فهل أتى ما يعرف بتعديلات المناهج وفقًا لمتطلبات داخلية أم أنّه بدوافع وروافد خارجية، أمّ في رغبة الدفع الداخلي والخارجي معًا؟ وهل عمليات التعديل هي في لبنان فقط أم أنّها من ضمن مروحة واسعة ليس في لبنان وحسب، إنما في معظم العالم العربي، استجابة لمشروع العولمة المتمادي بقيادة الولايات المتحدة عبر أدوات تنفيذية، على يد ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني؟

 

 

عرض بعض النماذج لتوضيح الصورة:

مؤسّسة أديان، والتي أطلقت مشروعها بعنوان "التربية على المواطنة الحاضنة للتنوع الديني"، دأبت على الترويج لمناهج تعليميَّة تضع "إسرائيل" خارج سياق البحث، فوجدت نفسها غير معنيّة بتوضيح من هو العدو ومن هو المحتل، ومن هو الخائن ومن هو الوطني. وبث ما تراه قيم "السلام" و"قبول الآخر"، وضغطت لإزالة كل ما تراه تحريضًا على العنف من كُتُب التعليم الأساسي وما قبل الجامعي. كما السعي للتطبيع مع إسرائيل تحت عنوان "الاختلاف" و"قبول الآخر" كما يقول مستشار المركز التربوي، الخبير التربوي أنطوان طعمة.

 

وكمثال: نسأل عن الدور البريطاني: يرى بعض التربويين أن حذف "القضية الفلسطينية" من المناهج هو استكمال لما حصل في عام 2014، عندما منحت الحكومة البريطانية وزارة التربية هبة مشروطة بتغطية ثمن الكتب المدرسية للمتعلمين، باستثناء كتاب الجغرافيا، وذلك لكونه "يتضمن كلمة فلسطين على الخريطة وليس كلمة إسرائيل"، وقد اعتبر هذا بمثابة اعتداء على السيادة الوطنية، وتطبيع ثقافي مع العدو.

 

وربّما يأتي في السياق ذاته السجال الذي حصل في إحدى ورشات العمل التي ينظمها المركز التربوي للبحوث والإنماء حول عبارة "العداء للكيان الصهيوني الغاشم" رفض بعض "التربويين" إدراجها في الأهداف العامّة للمناهج المنتظرة، تارة بحجّة التأسيس لجيل "مسالم" وعدم إقحام التربية في السياسة، وطورًا بحجّة أنّ للبنانيين أعداء كثرًا، فلمَ تسمية "إسرائيل" بالذات؟

 

وعند السؤال عن المقاومة، أحال رئيس مؤسسة أديان، فادي ضو، أمر المقاومة إلى ما أسماه الصفحات المضيئة من تاريخ لبنان الطويل عبر صموده في وجه جيوش كثيرة من المحتلين، كما تشهد اللوحات التذكارية العديدة على صخور نهر الكلب، وآخر هذه المحطات الانتصار على العدو الإسرائيلي وتحرير الجنوب.

 

وحول طبيعة العدو والنظرة إليه، قمة هناك من يرى أن إسرائيل هي عدو ظرفي قد تتبدل النظرة إليه من وقت إلى آخر، "في العصر الحالي، إسرائيل تعتبر عدوًا ولا نعرف ماذا سيحصل بعد 5 سنوات أو 10 سنوات، وإذا كان هناك لزوم لتسميتها بالاسم في الأهداف العامّة والأمر يتناسب مع المصلحة العامة فسنسميها طبعًا".

 

 

إرهاب المقاومة وحضارية العدو:

كتاب باللغة الفرنسية طَبع الكتاب دارBelin   صدر سنة 2016، وتبنيه من قبل إحدى المدارس في لبنان، الكتاب يشبه المقاومة بالارهاب، وقد أثار هذا الكتاب نقاشًا تربويًّا وسياسيًّا داخل العديد من المؤسّسات اللبنانيّة، وبين الهيئات التعليميَّة والإداريَّة. وكان موضع تجاذب بين رأيين: الأوّل رأى أنّ الكتاب مُستورَد ولا دخل لإدارة المدرسة في ذلك، أمَّا الرأي الثاني حمّل إدارة الجمارك العامّة في لبنان مسؤوليَّة إدخاله من دون تقييم محتواه بشكل مُسبق.

ومن جهة أخرى المتعلمين الذين يدرسون منهجيْن في الوقت عينه، بسبب خضوعهم للامتحانات الرسميّة اللبنانيّة والامتحانات الرسميّة الفرنسيّة. لا إشارة إلى وجود دولة محتلّة ومعتدية ومغتصِبة لأراضٍ وحقوقٍ إنسانيّة لبنانيّة وعربيّة، ومن دون اطّلاعهم على ما يشير إلى مقاومةٍ جابهتْ هذا الاحتلال؛ بينما يترسّخ في أذهانهم واقعُ "بلدٍ" آخر، متطوّر في الزراعة والصناعة والحفاظ على البيئة ويمتلك القوّةَ العسكريّة والنوويّة وغيرها من الوقائع، فضلا عن المتعلمين الذين يدْرسون وفق المنهج الإنكليزيّ، وقد يساهم مدوني المناهج في تعميم هذه الصورة، ربما عن قصد، أو قصد، عند تناسيهم البيانات الوزاريّة للحكومات اللبنانيّة التي أشارت إلى ضرورة مقاومة الاحتلال حتى جعلتها بعض الحكومات في طليعة اهتماماتها، والتي كانت أحيانًا تخاض لاجل إدراجها مخاضات عسيرة حتى تكتب.

 

 

وهنا نطرح سؤالًا هل هناك سعي لتعزيز واقع القضية الفلسطينية في المناهج الجديدة التي تعمل وزارة التربية على تطويرها؟

الإطارُ الوطنيُّ الّلبنانيُّ لمنهاج التّعليم العامّ ما قبل الجامعيّ

وتحت عنوان المسوغ الوطني، ورد: لأنّ لبنان التنوع ضمن الوحدة والراسخ في محبته للسلام، لم يعتدِ على أحد، فقد شكّل في جوهر هُويته الَنقيض الحضاري للكيانات العنصريّة والمتطرّفّة، وقد ترك احتلال الكيان الصهيونيّ لفلسطين تداعيات خطيرة على سيادته وسلمه الأهليّ وتماسكه الداخليّ منذ نشأته، إذ تعرّض للعدوان المتكرّر على أرضه وشعبه ومؤسساته، وصولًا إلى احتلال عاصمته، والتهديد الدائم لأمنه وثرواته. ولأنّ ثقافةَ مقاومة الاحتلال مترسخة عند الّلبنانيّين، ولأنّ الدفاع عن النفس حقّ كفلته كلّ المواثيق الدوليّة والشرئع الإنسانية وأكّدته وثيقة الوفاق الوطني، فقد قاوم اللّبنانيون جيشًا وشعبًا عبر تاريخهم قديمًا وحديثًا كلّ أنواع الاحتلال وحرّروا أرضهم، وذلك ما أضاف عامل اعتزاز بالهُويّة اللّبنانيّة الوطنيّة.

 

وهنا نتساءل لماذا لم تدرج فلسطين وبالاسم في المناهج التربوية اللبنانية؟ وهو ما يدفعنا للتساؤل عن دور وزارة التربية والمؤسسات التابعة لها، ومن وراء ذلك النظام السياسي في لبنان، عن التلكؤ للقيام بدورها كاملًا في إنتاج مناهج مستقلة ترصد لها موازنات مهمة من موازنة الدولة اللبنانية بدل الاتكاء على المنظمات والجمعيات والهيئات الممولة من دول، ومن بنوك دولية، والتي تفخخ المناهج بعبارات ومفاهيم مضللة في أحايين كثيرة وبعناوين براقة لغاية في نفس يعقوب. وقد انكشف زيفها بشكل فاضح في العدوان الصهيوني على غزة...

 

 

في الختام

ندعو إلى تعزيز المسوغ الوطني وترسيخ قيم المقاومة ولا سيما ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، لرمزيتها من جهة، ولما يشكله العدو الصهيوني من مخاطر من جهة أخرى، كما والتنبه إلى كل أنواع التطبيع، سواء بمنهج صريح أو خفي، أو عبر تشويه صورتها، ومن ورائها كل المقاومات الشريفة، وبالتالي جعلها مركزية في قضايا الصراع والتحرر في العالم، وذلك عبر إفراد مساحات واسعة لها، ليس فقط من حيث الشكل وحتى المضمون المعرفي، بل بالانحياز لها وتبنيها كمشروع حضاري... ولكن هل وعسى؟. 

 

 

المداخلة رقم 2: (د. حسين يوسف/لبنان)

بدأ الدكتور يوسف كلامه بالرحمة للشهداء على طريق القدسفي طوفان الأقصى.

ثم أضاف بأن طبيعة المشهد الذي نمر به اليوم هو مشهد تتكثف فيه الحقائق التاريخية وتتركز فيه المعاني، وأننا شهدنا في الأيام الأخيرة ملخصًا عن كل المراحل السابقة للصراع وكل الإمتدادات والفروع لهذه القضية في مشهدٍ واحد، وفي زمن كثيف جدًا، حيث أصبحنا نرى كل أبعاد الصراع بين الحق والباطل في مشهدٍ يندر في الحياة الإنسانية، فظهر من هم أتباع الحق ومن هم أتباع الباطل على امتداد هذا العالم.

 

مقاربتنا للقضية تتصل في عمق هذه القضية وعلاقتها بالإنسان المعني بالتربية، لهذا يدأب صانعو المناهج في الدول إلى مراقبة القضايا المتعلقة بحياة الإنسان عندهم، ولهذا فالتعامل مع القضايا يتصل بعمق وعي صانعو هذه السياسات، ولصلتها بالحياة وبالإنسان الذي يريدون تربيته والإنسان الذي يريدونه مستقبلاً. فمثلاً: جزء من الاهتمام التربوي في اليابان هو الثقافة والتربية المتعلقة بالزلازل، فإذا كان هناك قضية ذات طابع إنساني، فتصبح أهميتها متعلقة بارتباطها بحياة المجتمع، وما هي القيم التي نريد زرعها لدى أبنائنا وأفراد مجتمعنا المستقبلي. وكذلك الأمر في باقي القضايا، كالقضايا الصحية وغيرها، فمثلاً: إذا كان هناك صراع بين إثنيات، فالمنهاج والتربية تركز على الصراع والعكس صحيح.

 

ونحن بتعاملنا مع القضية الفلسطينية سواء تعاملنا معها بشكل تلقائي أو بشكل مخفف، خاصة أننا مجتمع ملتزم بالصراع مع العدو الإسرائيلي فتتحول هذه القضية لقضية مركزية. فماذا تمثل لنا هذه القضية؟ إنها تمثّل أبرز وأبشع الممارسات الفرعونية التي يمارسها العدو الصهيوني تجاه شعب محتل مظلوم. وأحيانًا ننظر من وجهة نظر تاريخية ومن ناحية البعد الحضاري لهذه النقطة الجغرافية، فأصبحت محور صراع أساسي بين الكثير من الأطراف، ففلسطين تتكثف فيها المعاني الحضارية لأبعد الحدود، لأن المسار الذي انتهجه الغرب من الحداثة والعولمة والذي انتهى للهيمنة والإستبداد من خلال المؤسسات العالمية والنظام العالمي، فما يميز الكيان الإسرائيلي هو أن الغرب قد ترك فيها كل الأشكال التي اعتمدها في الماضي لتكريس هيمنته من خلال الإستعمار والإنتداب، ومن خلال صراع القيم وصراع الأديان، فهذه القضية يتكثف فيها كل أشكال الصراع، وهي قضية شاملة ولها تداعيات على عدة أقاليم، وهي قضية ممتدة لمدى عدة أجيال، وهذه القضية هي قضة حيّة وحتّى لو أريد لها أن تموت وأن يتم قتلها، ولكنها قضية لن تموت ولن يتم طمسها لأنها قضية أخلاقية، قضية بين الحق والباطل. فهذه القضية مرتبطة بالمستقبل، لأن الأجيال القادمة في المنطقة مرتبطة يالثقافة والتربية الخاصة بهذه القضية، فهذه القضية لا يصح بجذورها وفروعها التعامل معها بالتربية بعنوان أنها قضية من جانب واحد، فهي قضية محورية مركزية لكل الأمة وليست قضية مرتبط بشعب واحد فقط. ولهذا فالمطلوب إعادة صياغة التربية لكي تتناسب مع أبعاد هذه القضية المحورية بكل مستوياتها (الأخلاقية، الإنسانية، الموقفية، الدينية، التاريخية، الحقوقية،..إلخ).

ولا بدّ من التعامل الواقعي للأسف مع بعض الوقائع، فالتربية هي جزء من ميادين الصراع في هذه القضية، ولهذا نرى هذا الصراع على المناهج في لبنان وفي الكثير من الدول العربية الأخرى، وذلك حول اعتبار العدو الإسرائيلي كعدو من عدمه، وهناك تدخل سافر في مناهج كثير من الدول العربية (الإمارات، الأردن، المملكة العربية السعودية، معظم دول الخليج،..إلخ) وفلسطين من خلال الضغوطات الكبيرة لتعديل المناهج، بما يتناسب مع الأفكار الغربية، فهناك معركة تربوية على الوعي لدى الأجيال القادمة.

 

ولهذا فإننا في المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم وكما الكثير من المؤسسات، لم ننتظر التشريعات وبيروقراطيتها وتعقيداتها، بل انطلقنا للمحاربة حتى من دون انتظار المشروعية من نظام مرتبط بنظام الهيمنة العام (النظام الدولي)، وكأنها تحمل مشروعية فقط لأنها دولية، وللأسف فهذه ليست مؤسسات تصيغ لنا الحقيقة والعدل، بل هي ناتج للصراع ولاستنسابية الفئة المستكبرة المهيمنة عالميًا.

ولهذا علينا امتشاق عدتنا ومباشرة العمل لإعادة صياغة النظام التربوي بعناصر القوة الفعالة، فليس من الصحيح أن نستجدي ما نريد لأولادنا أن يكونوا عليه في المستقبل. فإذا وجدنا بأن مؤسساتنا قد أنشأت منسحقين ومتغربين فنكون قد فشلنا، أما إذا أنتجنا أباة وشهداء وأصحاب عزة فنكون قد نجحنا.

وتجربة المؤسسة تتميز وتتفرد في شمولية مقاربتها لهذه القضية، فهي ليست موضوع تاريخي فقط، بل هي تاريخ وجغرافيا ودين وسياسة ونشاطات...إلخ، ولهذا نقوم بالعمل على مستويي المهارات والقيم في نفس الوقت عند ترسيخ أسس هذه القضية المركزية. فعلى سبيل المثال: في حصة التربية الرياضية، نركز على تحسين البنية والقدرة الجسدية للطفل من مبدأ أنه سيكون مجاهدًا في المستقبل، وفي المواد التي ترسخ القيم الأخلاقية نركز على قضية التحرر والمقاومة كقضية إنسانية أخلاقية.

فمؤسستنا لم تجعل من القضية الفلسطينية عنوانًا فقط، بل جعلت منه نظامًا صائغًا لنظامها التربوي الذي تسير بهداه.  

 

 

 

 

المداخلات والأسئلة:

عقب المداخلتين الأساسيّتين كانت هناك عدد من المداخلات من قبل الحضور:

 

مداخلة من قبل الأستاذة مهى نصر الدين (حضور):

قدمت الأستاذة نصر الدين مداخلة متفق عليها مسبقًا مع منظمو الملتقى، حيث أنها حاصلة على شهادت دبلوم الدراسات العليا في علم اجتماع التربية في الجامعة اللبنانية وكانت رسالتها تحت عنوان "صورة العرب وإسرائيل في المناهج التربوية الجديدة"، أما مضمون مداخلتها فكان على الشكل الآتي:

  • هذه الدراسة تندرج ضمن الدراسات السوسيولوجية المعاصرة التي تهتم  بالبحث عن "صورة الآخر" المختلف والمنفصل عن "الأنا"، والمغاير لها إثنياً وحضارياً، وحتى المقابل لها دينياً ـ وبدرجة أقل ـ مذهبياً داخل الدين الواحد، ولذلك "تثير تناثية الأنا/الآخر جدلاً خصباً في حقل الدراسات الاجتماعية، لما لها من أهمية في كشف مغزى البناء الاجتماعي.

  • تركز الدراسة على صورة الآخر "العرب" والآخر" إسرئيل" لدى المجتمع اللبناني، وبالتحديد في المناهج التربوية اللبنانية موضع البحث- صورة تعكس الاختلاف والتباين العقائدي والسياسيّ والثقافيّ بين الشرائح الإجتماعيّة التي يتكوّن منها المجتمع اللبناني قديمًا – وهذا ما تمت الاشارة إليه في دراسة سابقة حول العنوان ذاته-  وحاضرًا بالرغم من ما أحدثته الإرهاصات المجتمعية التي مر بها لبنان، والأحداث السياسية، والعمليات العسكرية ، وتداعيات مؤتمر الطائف، والاعتداءات العسكرية الإسرائيلية وبروز حركة المقاومة التي حرّرت لبنان فجاءت المناهج الجديدة لتحدث فرقًا لا يعتبر جذريًا في الخطاب التربوي اللبناني وهذا ما سوف نوضحه لاحقاً .

  • إن الهدف من هذه الدراسة هو الإجابة على سؤال أساسي هو كيف انعكس الاختلاف والتنوّع في النظرة والموقف لهذين الكيانين بين الفئات اللبنانيّة في الكتب عّينة البحث؟

  • التركيز سيكون حول صورة "إسرائيل" كونها موضوع اللقاء.

  • فيما يلي استعراض لأهم الاستنتاجات التي تم استخلاصها في المواد الثلاث (الجغرافيا، التربية الوطنية، التاريخ).

 

الجغرافيا:

غياب موضوع "إسرائيل وفلسطين المحتلة"عن الأهداف العامّة الخمسة عشر للمنهاج وكذلك الأمر غيابه عن الأهداف الخاصّة في المراحل التعليميّة والأهداف الخاصّة للمادّة في الحلقات جميعها.

 

وفي التحليل الكمّي والنوعي للمادة "الجغرافيا" حول صورة "إسرائيل" تحديداً، نجد:

  •  إن المساحة التي شغلها الكلام عن موضوع "إسرائيل" في منهاج مادة الجغرافيا هي مساحة صغيرة جداً... فإن الكلام عن هذا الموضوع أدرج بشكل أكبر في المحاور التي تناولت المجال الجغرافي العربي واللبناني بالإضافة إلى إدراجه بنسبة قليلة جداً في الكتب الأخرى التي لم تكن تتناول المجال الجغرافي العربي واللبناني، فهي أفكار سريعة مررت بشكل سريع وموجز.

  •  عدم وجود محاور ولا دروس تتناول موضوع "اسرائيل".

  •  ومن الإشارات الكميّة الأخرى  يمكن ملاحظة أن عدد الصفحات التي تتناول موضوع اسرائيل قد بلغ  (16) ستة عشر صفحة، من أصل ( 1151) ألف وماية وواحد وخمسون صفحة تؤلف بمجموعها صفحات كتب مادة الجغرافيا في مرحلة التعليم العام، أي ما نسبته 1.3 % فقط من مجموع صفحات الكتب التعليمية.

  •  غياب أي رمز خاص بموضوع "اسرائيل" عن أغلفة كتب المادة الأربعة عشر.

  •  إن في المعطيات الرقمية التي استعرضناها أعلاه إشارة واضحة على أن موضوع "اسرائيل" لا يشكل أولوية لدى واضعي المنهاج.

  •  يورد المنهاج لأفكار وقضايا خاصة بالصراع العربي الإسرائيلي دون أن يرفقه بشرح وتفصيل حول هذه القضايا والمفاهيم، كـ"الحركة الصهيونية- المقاومة- المقاطعة" ... ولعل هذه السطحية في تناول هذه القضايا والمفاهيم سوف يقابل بسطحية في فهم الطلاب، لإبعاد هذه القضايا ومفاعيلها.

  •  على الرغم من أنه تم ذكر "إسرائيل" و"الصهيونية"، إلا أنه كان هناك ــ بالمقابل ــ تغييب لأي ذكر لليهود واليهودية، باعتبارهما جوهر الحركة الصهيونية، ومحور التشكل السياسي لإسرائيل بوصفها "دولة اليهود".

  •  أيضاً من الأمور الملحوظة هو وجود عدد قليل جداً من الصور والخرائط المتعلقة بالموضوع (الفلسطيني الإسرائيلي) حيث لا يوجد في كتب الجغرافيا إلا 3 صور.

 

التربية الوطنية:

هي مادة أساسية في خدمة عمليات التثقيف والأدلجة وبناء التّوجهات العقائدية.

وفيما يلي أرقام ونسب تندرج ضمن التحليل الكيفي للصورة:

  • غياب موضوع "إسرائيل" عن الأهداف العامّة التسعة لمادّة التربية الوطنيّة / وعليه فإنّ غياب موضوع "إسرائيل" عن هذه الأهداف يكشف عن أنّه ليس أولويّة بالنسبة لواضعي المنهاج وهم يريدونه أن يكون كذلك عند الطلاّب.

  • وفيما يخص الأهداف التعليميّة للمادّة، فتحتل الأهداف الخاصّة بموضوع إسرائيل (12) إثنا عشر هدفاً تعليميّاً من أصل (341) ثلاثمائة وواحد وأربعون هدفاً تعليميّاً للمادّة في كل المراحل والحلقات التعليميّة أي ما نسبته 3.5% .

  • غياب تام لموضوع "إسرائيل" عن المواضيع الأربعة عشر التي تؤلّف المنهاج ولا يمكن لهذا الغياب أن يكون مستغرباً ذلك بحكم غياب هذا "الموضوع" عن الأهداف العامّة التسعة للمادّة.

  • أمّا فيما يخص المحاور الخاصّة بموضوع "إسرائيل" فلم يرد ولا أي محور تناول بعنوانه هذا الموضوع بل أن الكلام حول هذا الموضوع ورد كدروس في المحاور التي تناولت الكلام عن العالم العربي وليس مشكلة تهدّد بخطر عقائدها وممارساتها وإيديولوجيتها العالم أجمع.

  • بلغ عدد الدروس التي تتناول موضوع إسرائيل (8) ثمانية دروس من أصل (360) ثلاثمائة وستّون درساً يؤلّفون منهاج مادّة التربية أي ما نسبته 2.2%.

  • ولكن لا بدّ من الإشارة إلى أنّ هناك ثلاثة دروس تناولت بشكل أساسي موضوع إسرائيل. أمّا الخمسة دروس الباقية فقد وردت فيها إشارات سريعة حول هذا الموضوع (في كتاب الصف الثانوي الثاني) وهذه نقطة تثير الدهشة والإستغراب في هذا الصف .

  • تغيب موضوع القضية الفلسطينية بما فيها من هموم وشجون وهذا يعكس الهدف لواضعي المنهاج وهو الاستبعاد والتعتيم.

     

التاريخ:

  • تحليل للأهداف كونه لا منهاج موحد لمادة التاريخ حتى الآن.

  • برزت صورة إسرائيل في منهاج مادّة التاريخ بشكل أساسي في ثلاث صفوف وهي: الخامس والتاسع الأساسيين والثانوي الثالث بحيث احتل هذا الموضوع محوراً كاملاً في كل صف. بالإضافة إلى ورود معلومات عن هذا الموضوع في منهاج الصف التاسع والثانوي الثالث بشكل متقطّع (خارج المحورين الخاصين بفلسطين المحتلّة وإسرائيل).

  • أمّا فيما يخصّ المنهاج في الصفوف المتبقيّة فلم يزد أي ذكر لإسرائيل أو ما يدلّل عليها. وعليه فإنّ المساحة المفردة لإسرائيل في هذا المنهاج شبيهة بتلك التي استخرجناها في كتابي الجغرافيا والتربية الوطنيّة. بيد أنّ الجديد الملفت هنا ورود هذا الموضوع كعنوان لمحور كامل.

  • بيد أنّنا ونتيجة لصغر المساحة المفردة لإسرائيل في المنهاج في حين إفراد مساحات واسعة لموضوعات أخرى، يجعلنا نستشف نيّة واضعي المنهاج على تصغير حجم هذا الموضوع.

  • وما يمكن لحظه أيضاً الفترة الزمنيّة الفاصلة – التي لا بأس بها – بين الصفوف التي تتناوله هذا الموضوع، وهو ما حصل في تأخير طرحه إلى صف الخامس الأساسي كذلك إبقاءه جانباً حتّى صف التاسع الأساسي، ومن ثمّ إعادة طرحه في الصف الثانوي الثالث!

 

استخراج الصورة :

* الصورة كما بدت في الأهداف الخاصة بتدريس تاريخ لبنان:

  • ورد هدف واحد مفصّل إلى ثلاث نقاط عنوانه "وعي أبعاد الخطر الصهيوني".

  • أعدّت هذه النقاط على ضرورة تعريف الطالب بحقيقة وأبعاد ومخاطر الحركة الصهيونيّة في الشرق كذلك المطامع الإسرائيليّة في لبنان وفي الأقطار العربيّة الأخرى وبالأخص فلسطين بالإضافة إلى تبيان أشكال ومراحل النضال اللبناني والعربي بعامة في مقاومة الإحتلال الإسرائيلي.

  • إنّ المصطلحات والأفكار الواردة سابقاً جاءت لتعبّر عن الموقف الطبيعي لقسم كبير من اللبنانيين والعرب. وهي أي هذه الأفكار والطروحات ظلّت تدور في فلك "التعرّف" و"الإبراز" وليس "التحسّس" و"التثمين" و"المواجهة" وهذا ما يبعدنا عن إنتاج ثقافة "المجتمع المقاوم" لدى النشء.


* الصورة كما بدت في منهاج الصف الخامس:

  • برزت صورة إسرائيل في محور "القضيّة الفلسطينيّة" والذي تألّف من هدفين مفادهما: التعرّف على القضيّة الفلسطينيّة ومراحلها وتقسيم فلسطين بالإضافة إلى الخطر الصهيوني في العالم العربي وبخاصّة لبنان.

  • كذلك التعرّف على الحروب العربيّة الإسرائيليّة ونتائجها.

  • الملفت هنا التفصيل في موضوع "القضيّة الفلسطينيّة" وهذه نقطة مهمّة جداً لكي يفهم النشء الواقع الحالي لفلسطين المحتلّة.

 

 

* الصورة التي برزت في منهاج الصف التاسع:

- برزت صورة إسرائيل في محور عنوانه "الحركة الصهيونيّة والقضيّة الفلسطينيّة" كما برزت أيضاً في دروس أخرى في منهاج هذا الصف وهي:

  • إعداد ملف حول مواضيع مهمّة مثل: حرب فلسطين.

  • استعراض الإجتياحان الإسرائيليان للبنان عام 1978 و1982.

  • الإطلاع على دور مصر في حرب فلسطين عام 1948.

  • ظروف حرب 1973 ونتائجها وسياسة السادات واتفاقيّة كامب دايفيد.

إنّ المضامين الواردة أعلاه جاءت لتعرف الطالب على مفاصل تاريخيّة وسياسيّة جديدة فيما يخص علاقة العرب بإسرائيل.

 

أمّا المحور الذي تناول موضوع "إسرائيل" فكان تحت عنوان: "الحركة الصهيونيّة والقضيّة الفلسطينيّة". وهذا المحور فصل في نشأة هذه الحركة وأهدافها ومطامعها وأخطارها بالإضافة إلى التفصيل في موضوع القضيّة الفلسطينيّة والحروب الإسرائيليّة العربيّة وأشكال المقاومة الفلسطينيّة ومحاولات السلام وما يستوقفنا هنا مسألتين:

  • غياب المقاومة اللبنانيّة ودورها عن هذا المحور.

  • تبني المنهاج لموضوع السلام مع إسرائيل بينما يعتبرها في أكثر من مكان أنّها كيان غاصب، لديه مطامع استعماريّة..

 

* الصورة التي برزت في منهاج الثانوي الثالث:

برز موضوع إسرائيل في محور عنوانه "الصراع العربي الإسرائيلي"

كما برزت كأهداف وكأفكار في دروس أخرى وهي على الشكل التالي:

  • مشاركة لبنان في حرب فلسطين الأولى والتزامه القضيّة الفلسطينيّة... وهذه مسألة تبرز الموقف اللبناني المؤيّد والداعم للقضية الفلسطينيّة.

  • الإطلاع على أسباب هزيمة 1967 وانطلاقة العمل الفدائي.

  • توسيع اعتداءات إسرائيل على لبنان في عهد الرئيس سليمان فرنجيّة.

  • اعتبار أنّ من أسباب اندلاع الحرب اللبنانيّة عام 1975 تنفيذ المطامع الإسرائيليّة التوسعيّة في لبنان... وهذه الفكرة هي جديدة من نوعها وتلمح إلى وجود أيدي إسرائيليّة خفيّة حرّكت الحرب وساهمت في اندلاعها.

  • الإجتياحان الإسرائيليان سنتي 1978، 1992 ونتائجهما في عهد الرئيس إلياس سركيس.

  • مواصلة العمل خلال العهد الرئيس الهراوي لتطبيق القرارات الدوليّة لا سيّما القرار 425، ومقاومة لبنان الإحتلال الإسرائيلي واعتداءاته ... ولا شكّ بأن الإطلالة على موضوع المقاومة مسألة مهمّة لطالما نراها تغيب في المنهاج والأهداف والكتب!!

أمّا المحور الخاص بإسرائيل فقد تعرّض لكثير من الأفكار التي طرحت سابقاً في المنهاج مثل: القضيّة الفلسطينيّة / الحروب العربيّة الإسرائيليّة / قيام دولة إسرائيل / مخاطر إسرائيل على لبنان / مقاومة اللبنانيين للإحتلال الإسرائيلي / السلام مع إسرائيل... وكما يُلاحظ فإن الموضوع المستجد هنا هو قضيّة اللاجئين الفلسطينيين.

 

وأخيراً يبقى أن نشير إلى أنّ ما تقدّم حول إسرائيل في منهاج التاريخ حاكى الواقع إلى حد لا بأس به، وأبدى الموقف المنطقي والمعقول من الوجود الإسرائيلي، ولكن وأمام خطورة هذا الكيان. كان لا بد لحجم هذا الموضوع في المنهاج من أن يكون أكبر ومؤثّر أكثر، وذلك لناحية حثّ الطالب على رفض هذا الكيان ومقاومته بالكلمة والموقف والمقاطعة... وتزويد الطالب بمعلومات أكثر حول طبيعة هذا العدو وعقائده التلموديّة بالإضافة إلى إثارة موضوع التطبيع بأشكاله الإقتصاديّة والثقافيّة والإعلاميّة.

 

وأيضاً، التفصيل أكثر في إنجازات المقاومة في لبنان ودورها المحلي والإقليمي واعتبارها مصدر عز وفخر خصوصاً كون الهدف من دراسة التاريخ هو الإستفادة من تجارب الماضي والتعرف على الصديق من العدو، والحليف من المعادي، وأيضاً تبيان الأمور على حقيقتها دون زيادة أو نقصان.

 

في الختام نقول إنّ الخطورة التي يشكّلها الكيان الصهيوني بالنسبة للعالم العربي – وهذا ما أقرّه المنهاج – تستلزم منّا وكنتيجة منطقيّة أن نتعاطى معه بشكل جدّي ومسؤول أكثر وأن يكون حجم تناول هذا الموضوع أكبر ومؤثّراً أكثر، وذلك عبر وسائل كثيرة ليس أقلّها حثّ الطالب على رفض هذا الكيان ومقاومته بالكلمة والموقف والمقاطعة.. وتزويد الطالب بمعلومات أكثر حول طبيعة هذا العدو وعقائده التلموديّة والصهيونيّة بالإضافة إلى تناول موضوعات مهمّة في هذا الصدد كموضوع التطبيع بأشكاله المختلفة وأسس المواجهة ونشأة الكيان الصهيوني وممارسات مؤسّسيه...

 

 

مداخلة من قبل د. عبد الملك سكرية (رئيس الحملة الوطنية لمقاطعة إسرائيل في لبنان):

بداية الشكر لمركز الأبحاث والدراسات التربوية على هذه الندوة الهامة جدًا، وأكد بأن المناهج التربوية هي من تحدد هوية وإنتماء البلد، ولهذا فالطلب الأساسي من قبل العدو الإسرائيلي مع أي بلد يطبّع معه هو القيام بتعديل المناهج التربوية. ومن هنا تظهر أهمية المناهج التعليمية والتربوية في هذا المجال، والتطبيع الثقافي هو الأخطر (المناهج والإعلام)، لأنه يهدف لكيّ الوعي وجعل التطبيع ثقافةً، وجعل العدو الإسرائيلي صديقًا.

 

أما في لبنان فهناك ما هو أخطر من المناهج ومن المدارس الرسمية، فبعض المدارس الخاصة في منطقة الحازمية تقوم بالتدريس في بعض الكتب التي تصف حزب الله كمنظمة إرهابية، وعند مطالبتهم بالأمر قالت المديرة نحن نعتمد المنهج الفرنسي، وهذا المنهاج لا نستطيع تعديله، فنحن جزء من الثقافة الفرنسية، وقالوا بأنهم لا يقومون بتدريس هذا الدرس للتلاميذ، ولهذا تم التواصل مع المعنيين، وتم سحب الكتاب، ولكن بالطبع لا يمكننا السيطرة على كل الكتب وكل المناهج في المدارس الخاصة في لبنان.

 

وبالتالي فالمطلوب هو التحرك وفرض التعديل على المناهج، فليس من الطبيعي هزم العدو الإسرائيلي في العام 2000 و2006 م، ولا نتمكن من تعديل مناهجنا، فهنا تقع المفارقة. وبالتالي يجب تشكيل لجنة متابعة للتواصل مع المعنيين لتعديل المناهج بما يتضمن الخطر الصهيوني على لبنان بغض النظر عن التضامن مع القضية الفلسطينية من عدمه.

 

مداخلة ختامية من قبل د. حسين يوسف:

هناك خصوصية لميدان التربية كميدان للصراع، فهناك حروب تُكسب بالنقاط، وحروب تُكسب بالضربة القاضية، في التربية طبيعة الصراع هي طبيعة معقدة، تشبه الطبيعة الإنسانية وكيف يُبنى الفرد وكيف تُبنى هويته، ولذلك تُكسب معركة التربية بالنقاط، فمثلاً الورشة التي يقيمها المركز التربوي في لبنان المتعلقة بتعديل المناهج، فعند الدخول في محاور الإنقسام داخل المجتمع، هنا يبدأ التحدي، وهذا ما تفرضه الفسيفساء الطائفية في لبنان، فالفن هنا هو كيف نعيد صياغة القضايا بطريقة مختلفة، من خلال خلق وحدة بناء على الاختلافات، فأول حرب هو تنزيه مشروع المناهج عن الخارج (سفارات، جمعيات،..إلخ) والتفكير بطريقة وطنية، وهذا ما سعينا له من خلال إدخال المنظور الوطني وليس العولمة والعالمية، كما يتم الترويج لها عبر المؤسسات الدولية وغيرها، فالمطلوب إعادة صياغة انطلاقًا من منظور وطني.

 

فتاريخيًا لبنان مبني على فكرة قوة لبنان في ضعفه، وهنا العمق في المناهج تكون من خلال جعل قضية بناء الإقتدار عنوانًا من عناوين القضايا المركزية في المنهاج الوطني، فهنا يكون التغيير، ومن خلال تقديم قيم العدل والعدالة على باقي القيم كالاحترام وغيرها. فبإعادة تعريف هذه القيم العميقة بطريقة تسووية يتم الوصول على المدى الطويل للأهداف القيمية والنظم التي نصبو إليها.

 

 

مداخلة ختامية من قبل د. حسين عبيد:

في الختام أشكركم على هذه الإستضافة الكريمة، وأود أن أختتم كلامي بعدد من النقاط والردود، وهي على الشكل الآتي:

  • التحرر الذي وضعه صاحب المنظومة الغربية (الإستعمار / ثقافة البحر الأبيض المتوسط والتحرر)، فمن رسم الحدود والتحولات هي المقاومة الإسلامية في لبنان بصراعها ومجابهتها للعدو الإسرائيلي الغاشم.

  • المنهج الخفي أو الموازي، في الواقع فإن كل المعلمين يستخدمونه، وهذا أمر شبه بديهي في العملية التعليمية.

  • أنا أدعو لجعل مواد التاريخ والجغرافيا والفلسفة كلها في حقل واحد متماسك، تعمل على تحفيز فكرة المقاومة من خلال ربط هذه المواد التعليمية معًا.

  • أدعو لضرورة وجود الإستقلالية المالية لدى وزارة التربية ليكون هناك إستقلالية في المناهج.

 

 

أضيف بتاريخ :2024/02/12 - آخر تحديث : 2024/02/12 - عدد قراءات المقال : 635