الى الاعلى
  • النظـــرة للمعلّــــم ينبــــغي أن تكون نظرة تجليل وتكريم "الامام الخامنئي"

الذكرى السنوية الأولى لرحيل العلامة الشيخ مصطفى قصير العاملي



برعاية رئيس المجلس السياسي في حزب الله سماحة السيد إبراهيم أمين السيد، أحيا مركز الأبحاث والدراسات التربوية والمؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم مدارس المهدي(ع) الذكرى السنوية الأولى لرحيل العلامة المربي الشيخ مصطفى قصير العاملي (رحمه الله) وذلك في قاعة الشهيد السيد محمد باقر الصدر(قده)- ثانوية المهدي(ع) الحدث، بحضور مديرعام المؤسّسة الإسلاميّة الدكتور حسين يوسف ومدير مركز الأبحاث والدراسات التربوية الحاج عبد الله قصير، وأمين عام المدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار، ومدير عام مؤسسات أمل التربوية الحاج علي خريس،  وشخصيات علمائية وفعاليات اعلامية وبلدية واختيارية واجتماعيّة وحشد من الأهالي.

      الحفل


استهل الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاه النشيد الوطني ومن ثم عرض فيلم عن حياة الراحل الشيخ مصطفى قصير (رحمه الله).

بعدها كانت كلمة مدير عام المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم الدكتور حسين يوسف فرحب بداية بالحضور وقال: "... عام على الرحيل، وما زال وهجه يضج حياة في مؤسستنا، ويملأ ذكره فضاءات مدارس المهدي(ع)، وهي التي نمت مطمئنة بين يديه، وهو من عاشها وأذاب فيها نفسه، فجاد عليها من عمره سبعة عشر عاما من التفاني والعطاء، ما ترك فيها فترة لفترة، ولا زمناً لهدأة، وبذل لها جهده، وأمدها من علمه، وغذاها من تجاربه وخبراته، وأرشدها من وعيه، وحماها بصلابته وثباته، وكساها من فنه جمالاً، وزادها من دأبه بهاء، وبسط عليها من أصالته صفاء، ومن نقاء سريرته نقاء..."


            مدير عام المؤسسة الإسلامية
 


أضاف: "على امتداد عام، نسجت مدارس المهدي(ع) على هديه برامجها للكلم الطيب والعمل الصالح، وكللت باسمه أنشطتها التربوية، وزينت بذكره أعراسها الزاهية بكل أطياف الوجد وألوان الحياة..."

وختم قائلاً: "إن ألم الفراق استحال فينا عزماً وإرادة ثبات على خطك والمسار، واستحال الحزن عليك وعياً وفعل معرفة وإدارك.."


 

بعد ذلك كانت كلمة لأمين عام المدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار فرحب بداية بالحضور وشكر المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم  على الدعوة للمشاركة في الاحتفال.
 
                                       


وذكر أثناء لقاءاته في الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية جمع العلامة الراحل أصدقاء تربويين أنه كان يدهشه سماحة الشيخ مصطفى  بابتسامته الراضية وبفكره النير وبآرائه الراقية وبحرصه على إعلاء شأن العمل التربوي ليبقى الأساس في عملية النهوض بالوطن وحماية وحدة المواطنين وتنشئة الأجيال الطالعة على حب المعرفة وتلاقي العلم بالإيمان.

"هذا اللقاء قرب بيننا وعزز عندنا الاحترام المتبادل..."

أردف قائلاً: "ان المسؤولية التربوية التي يتحملها رجل الدين هي مهمة ودقيقة ونبيلة، لأنها تسعى إلى تحقيق أمرين الأول خاص بالتنشئة على حب العلم وعلى طلبه والثاني هو التنشئة على الايمان بالله  وعلى الجرأة في إعلان المبادىء الروحية التي تعزز كرامة الانسان..."

وقال: "اننا نحي اليوم ذكرى سنوية لكبير غاب، وعالمنا، وبخاصة عالمنا العربي، يضج بأخبار الحروب والانقسامات والصراعات المتنوعة، بعضها سياسي واجتماعي، وبعضها ديني ومذهبي... ان هذا الأمر لا يليق بنا نحن أهل الايمان والتربية والتعليم، نحن الذين عرفنا الشيخ مصطفى."

ودعى قائلاً: "نحن مدعوون اليوم، وأكثر من أي يوم آخر، ووفاء لمن تجمعنا ذكراه الطيبة، الى مزيد من التضامن والوحدة لكي نحفظ لبنان "رسالة حرية وعيش مشترك للشرق كما للغرب" ولكي نبني سلام الأقوياء على الحرية والعدالة ولكي نجعل التعليم والتربية في متناول كل انسان، وهذا حق له.."

وختم قائلاً: هنيئاً لنا بما أعطيت، وهنئياً لك سكناً في جنة ربك جزاء أعمالك وحسناتك، وعزاؤنا نحن فيك أنك الشيخ المربّي والعلامة المصطفى والعاملي اللبناني ورجل العلم والايمان."


ومن ثم كلمة لمؤسسات أمل التربوية تحدث خلالها المدير العام الحاج علي خريس فقال: "عرفت الشيخ مصطفى قصير عن كثب، إنه ثاقب البصيرة، واسع الفكر والصدر، مؤمناً بربه ومجتمعه ووطنه، حاملاً أمانته ليربي الأجيال، مشرفاً على منارات علم وتربية ودين ودنيا، متفانياً في عطائه، مكرساً حياته لخدمة المجتمع الذي أحب.."


                                 

بعدها كانت كلمة لمركز الأبحاث والدراسات التربوية وآل الفقيد المدير العام الحاج عبد الله قصير حيث قال: "تحمّلت المسؤولية باكراً وخضت غمار الحياة وواجهت تحدياتها في أكثر من ساحة. نهلت العلم والمعرفة وكنت اللامع والمتفوق بين أقرانك فدرست ودرست بحثت وكتبت وكان نتاجك المعرفي ذخراً وصدقة جارية لك بعد رحيلك..."


        مدير عام مركز الابحاث وال

 أضاف: "لأنك كنت العالم المربي كانت بصماتك وما زالت في المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم – هذا الصرح التربوي الذي خرج منه الآلاف من أبنائنا المتسلحين بالعلم والإيمان والعاشقين لإمامهم المهدي(عج). وستبقى هذه المؤسسة معلماً تربوياً منه عطر يفوح ذكراك وسماتك ونتاجك التربوي الأصيل. وإذا كنت قبل رحيلك عنا قد حققت حلمك العلمي في تأسيس مركز الأبحاث والدراسات التربوية الذي طالما سعيت إليه فها هو اليوم يسير وينمو ويزدهر على وقع توجيهاتك...."

وختم شاكراَ جميع الحضور على مشاركتهم إحياء هذه الذكرى.


 واختتم الحفل بكلمة راعي الحفل سماحة السيد ابراهيم أمين السيد حيث تحدث عن سماحة العلامة المربي الراحل الشيخ مصطفى قصير وشرح معنى كلمة المربي قائلاً: "البشر عندهم صلاحية ربوبية وليس ألوهية. إن نمط تربية البشرية والطبيعة العامة لتربية البشرية هي أخذ باليد. ليست منهجية تلقينية فيها نوع من الحنان والحب والرحمة فالمنهجية العامة هي الأخذ باليد مع الحب والحنان وهذا ما يسمى الربوبية."

       السيد إبراهيم أمين السيد

وتابع قائلاً: "إن التربية تحصل على التأثير القلبي أفضل من العقلي، فإذا كان هدف الرسالة تحقيق الكمال الإنساني، فالرسالة تريد أن تصل إلى الإنسانية وأعظم رسالة ونبي هو مقدار ما وصل من المساحة الإنسانية. البرنامج والهدف الرسالي هو تحقيق أوسع دائرة تعارف إنساني. والانجازات هي ليست بحجم التقسيم والفرز الإنساني. المؤمنون هم قدوة في أهل المسيرة وليسوا طائفة في المسيرة. والإنسان المؤمن يجب أن يؤثر في المساحة الإنسانية."

أضاف: "إن الصورة الأساسية والجوهرية لرسالة الإسلام هي صورة الإنسانية والكمال والوصول إلى المشتركات الإنسانية الكبرى. هذا هو المسار الحقيقي للإسلام. آسف لأننا في عصر فيه معركة من أعظم وأسوء المعارك على الإنسانية والدين. إن أخطر ما يجري هو محاولة الاستيلاء على النص الديني واحتلال مساحة النص الديني وبالتالي تشويه وتغيير النص الديني. المؤسسة الإسلامية وكل المؤسسات التربوية في لبنان وكل العالم هي أمام قضية جوهرية وأساسية وملحة جداً. اننا في معركة نتصارع على النص الديني والهدف منه هو نموذج الانسان."

ختم سماحته قائلاً: "الكل له دور في هذه المعركة والمؤسسات تؤثر في مقتبل العمرعلى الأطفال عند دخولهم الى المدرسة. وأدعو الى الاضاءة بقوة على التربية وتكوين شخصية الأطفال والتلامذة بقلب وعقل إنساني كي يتخرجوا".


أضيف بتاريخ :2015/05/26 - عدد قراءات المقال : 2709