Cancel Preloader
دراسات ومقالات المركز

شهادة القادة

  • منذ يوم
  • 13
شهادة القادة

شهادة القادة

الدكتور علي كريم

في الظاهر، ننظر إلى شهادة القائد من زاوية الفقد والخسران، ولكن ليس هذا ما تربّينا عليه..

 لن أسرد محطات من معارك تاريخنا الإسلامي، تقدّم فيها القادة وارتقوا شهداء، ولكن أحببت أن أشير إلى نقطتين اثنتين، وبإيجاز:

في السنوات العشر الأولى من عمر المقاومة الإسلامية في لبنان، حيث لا الحضور ولا الجهوزية ولا الإمكانات ولا العديد ولا العتاد ولا حتى الاحتضان الشعبي يمكن أن يُقارن بما هو قائم الآن، ارتقى عدد من القادة شهداء، وفي مقدمتهم سيد شهداء المقاومة الإسلامية الأمين العام لحزب الله السيد عباس الموسوي (رض)، ومن قبله شيخ شهداء المقاومة الشيخ راغب حرب (رض)، فضلاً عن عدد من القادة الميدانيين الذين لا يتسع المجال هنا لذكر أسمائهم، ولم تكن الفترات الزمنية لشهاداتهم متباعدة، ومع كل ذلك، ولأن الأصل في هذه المقاومة هي التربية على الروحية الإيمانية وصوابية البوصلة والثقة بالله تعالى واليقين بالنصر، استمرت هذه المقاومة، وتعاظمت وكبرت واشتد عودها وباتت أقوى وأصلب وأشد بأساً، وكل هذا المداد من الدماء ما كان ولم يكن سوى نهر متدفق من المعنويات لإكمال المسيرة بثبات وعزم ويقين وثقة بتحقيق الانتصارات.

من الواضح بأن هذه المعركة هي الأصعب والأشد في تاريخ المقاومة الإسلامية، لذا كان لا بد من مداد أقوى وأكثر تأثيراً وحضوراً وفعالية من أي وقت مضى، ومداد يوقد شعلة من الغضب في نفوسنا إزاء شهادة قائد تلو الآخر، لتوازي هذه الشعلة حجم المعركة، وما نتطلع إليه في نهايتها، فنُخرج كل ما عندنا من قدرات وطاقات نحتاجها في كل ساحات الجهاد (العسكرية والسياسية والإعلامية والاجتماعية و التربوية ...  إلخ)؛ هذه الشعلة لم ولن تخبو إلا بانتصار نبلغ به الفتح المبين، مع كل الحزن والألم الساكن في نفوسنا.

ولنتذكر بعض آيات من سورة الأحزاب المباركة، إذ يقول الله تعالى: {إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} – سورة الأحزاب المباركة، الآية 10-إلى أن يقول جل وعلا: {لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا، وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا، وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا، وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا} – سورة الأحزاب المباركة، الآيات من 24 إلى 27-

مشاركه في:

تعليقات

اترك تعليقك هنا