Cancel Preloader
دراسات ومقالات المركز

ساحات الجهاد في جبهة الحق

  • 2024-11-16
  • 126
ساحات الجهاد في جبهة الحق

الدكتور علي كريم

إن اتخذ الصراع اليوم الطابع العسكري بامتياز، فهذا لا يعني بأن ساحات المواجهة الأخرى لا دور لها في المعركة، وعلينا أن نربي أجيالنا على تعدد هذه الساحات وإن كانت كلمة الفصل للميدان، ولكن كل ساحة لها دورها، ولعل أبرزها:

الساحة السياسية: الدفاع عن الحق وإدارة عملية التفاوض، بالارتكاز على إنجازات الميدان، مما يتيح حفظها وتظهير المواقف بما يعزّز عناصر القوة فيها، فهذا بحد ذاته جهاد.

الساحة الإعلامية: نقل الصورة والخبر، والتمييز بين الحقائق والشائعات، والتحقق من مجرى الأحداث، فضلاً عن تقديم حقيقة المشهد بما يخدم مجريات المعركة، فهذا بحد ذاته أيضاً جهاد.

الساحة المعرفية - العلمية: معرفة حقائق الأحداث، وبناء القناعات وفق المعلومات الدقيقة، فضلاً عن توظيف كل صاحب اختصاص علمي لاختصاصه بما يخدم وجهة الصراع، هو أيضاً بحد ذاته جهاد.

الساحة الاقتصادية: العطاء والبذل والإنفاق، ودعم أبناء مجتمعنا في السوق المحلي، فضلاً عن القرار الحازم بالمقاطعة الاقتصادية لكل من يدعم قاتلنا من جهة أخرى، لأن هذا كله بحد ذاته أيضاً جهاد.

الساحة الاجتماعية: وهي الأكثر تماساً معنا جميعاً، خاصة في هذا الظرف، فالصمود والثبات والمساندة، والمبادرة للخدمة والتطوع وقضاء الحوائج، لهي من أعظم القربات إلى الله تعالى، فضلاً عن الحفاظ على علاقات اجتماعية مستقرة  - خاصة مع الأرحام - في ظل ضغط الحضور الاجتماعي في أماكن النزوح، فالمعاشرة بالمعروف تتطلب الكثير من الإيجابية والمداراة والمسايرة والتغافل (التطنيش)، وهذا بحد ذاته أيضاً وأيضاً جهاد.

الساحة التربوية: أمام كل المشهد القائم اليوم في المعركة، تحضر الكثير من المواقف والمشاهدات التي تحتاج إلى استنطاق الجوانب التربوية فيها، مع وجود الصغار والناشئة الذين تتكوّن لديهم معارفهم وقناعاتهم إزاء ما يرونه، والفرصة هنا سانحة أكثر من أي زمن مضى لتكريس المفهوم التربوي لديهم؛ خاصة مع تقديم الشهيد تلو الآخر، ومشاهد التضحيات والإقدام والبطولة، فضلاً عن مشاهد الدمار والتهجير والنزوح. ولعل التوجيه التربوي على هذا الصعيد سيبني مخزون لدى هؤلاء الصغار والناشئة، سيستمر معه لسنوات، إن لم يكن لعقود من الزمن، ويصبح كل فرد معبأً بذخيرة تربوية نحتاجها لمستقبلنا؛ وهذا بحد ذاته أيضاً وأيضاً جهاد.

{وَأَعِدُّوْا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} – سورة الأنفال المباركة، الآية 60-

آخر تحديث : 2024-12-04
مشاركه في:

تعليقات

اترك تعليقك هنا