الدكتور علي كريم
منذ الأزل، وعلى مرّ التاريخ، لم يتوقف يوماً الصراع بين الحق والباطل؛ والمعركة اليوم مع العدو الإسرائيلي هي إحدى تجلياته العملية، فهي جولة اتخذت الطابع العسكري المباشر في المواجهة، لكنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، لأن لكل معسكر مشروعه القائم على قواعد ومرتكزات، وله أدواته المرحلية، ويتحيّن الفرصة لتوجيه ضرباته إلى المعسكر الآخر.
فمنذ أن خلق الله تعالى نبينا آدم (عليه السلام) بدأ الصراع مع إبليس؛ والمتأمل لآيات القرآن الكريم، سيجد القصة الأكثر تكراراً هي قصة نبي الله موسى (عليه السلام) مع فرعون، إذ حضرت فيها مشهدية الصراع بكل تجلياته بين معسكر الحق (المشروع الإلهي وخط النبوة وإعمار الأرض) ومعسكر الباطل (المشروع الفرعوني وخط الطغيان والإفساد في الأرض)، والمعركة كان لها ضريبتها، ولكن بالصدق والصبر والإخلاص والثقة بالله تعالى، لن تكون الغلبة إلا لمعسكر الحق مهما عظمت التضحيات، فخطاب نبي الله موسى (عليه السلام) لقومه: {إنَّ مَعِيَ رَبَي سَيَهْدِيْن} كانت كفيلة بأن يشق الله البحر لموسى (عليه السلام) ويسجّل الانتصار على فرعون.
علينا أن نربّي أنفسنا على نصرة معسكر جبهة الحق، لأن المعركة قائمة ومستمرة، والجولات لم ولن تتوقف في يوم من الأيام؛ ومعركتنا مع الإسرائيلي لم تبدأ في هذه الجولة، ولربما البعض لم يعش، أو لا يذكر جولات الصراع السابقة، ولكنها جميعاً انتهت بالنصر المؤزر لمعسكر الحق، لأن تربية الذات على الإعداد المعنوي والمادي مع الصدق والصبر والثبات والإخلاص لم ولن تكون نتيجته إلا النصر المبين.
{وإِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا والذِيْنَ آمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا} – سورة غافر المباركة، الآية 51-
تعليقات