بسم الله الرحمن الرحيم
نظريات التعلم-(رقم2)
(مقارنة علمية بين مجموعة من المدارس التربوية الحديثة، والمدرسة الإسلامية)
إعداد: د.عباس كنعان، مدير تطوير المناهج
ضمن القسم الأول من المقالة التي قمنا بنشرها سابقًا[1]، قدمنا لنظريات التعلم الثلاثة، وهي نظرية المدرسة السلوكية، ونظرية المدرسة البنائية، ونظرية المدرسة المعرفية، ثم اتبعناها بالمقاربة الإسلامية حول نفس الموضوع(نظرية التعلم)، وقد شرحنا الملامح العامة لكل مدرسة من هذه المدارس، بالإضافة إلى تحديدنا لمجموعة من الجوانب الخاصة بعملية المقارنة التي سنقوم بها بين هذه النظريات والمقاربات الأربع، إلا أنه وللمزيد من الشرح والبيان؛ سندرج هذه المقارنة ضمن جدولٍ توضيحي، وفقًا لما يلي:
- على مستوى المبادئ والمنطلقات التأسيسية لنظريات التعلم.
- على مستوى الأهداف التعليمية.
- على مستوى المحتوى التعليمي.
- طرق التعليم والتدريس.
- على مستوى التقويم.
- على مستوى المعلم أو المربي.
- على مستوى المتعلم أو المتربي.
أولأ: على مستوى المبادئ والمنطلقات التأسيسية لنظريات التعلم
النظرية المعرفية |
النظرية البنائية |
المقاربة الإسلامية[2] |
||||||
إن التعلم يحدث نتيجة تعرّض المتعلم لمثير يتبعه استجابة ناتجة عن هذا المثير. |
-تُركّز النظرية المعرفية على العمليات العقلية المعرفية (العوامل الداخلية مثل التذكّر، الإدراك) والتي تتوسّط بين المثير الخارجي والاستجابة. |
-المعرفة لا يمكن أن تكون خارج أذهان المتعلمين، ولكن هي عملية بناء لمعرفة ذات معنى، من خلال ربط الخبرات السابقة بالخبرات الواقعية التي تواجه المتعلمين، كمشكلات يبذل فيها المتعلم جهدًا. |
التعلم يحدث نتيجة لاحضار صورة أو مفهوم المعلوم في ذهن أو نفس المتعلم/المتربي, بحيث تتحد تلك الصورة في نفس المتعلم, بل يمكن القول بأن النفس الإنسانية للمتعلم/المتربي تتكامل لتتحد مع مثال ذاك المعلوم, إذن هي حركة النفس(بما فيها من قلب وعقل) نحو المعلوم. |
|||||
-التعلم يُقاس بالتغير الملحوظ في سلوك المتعلم بعد تعرضه للمثير. |
-المتعلم كائن نشط يقوم بمعالجة المعلومات وتخزينها واسترجاعها بصورة مستمرة. |
-ليتم نقل المعارف من المعلم إلى المتعلم، بل يتم إيجاد المعاني والعلوم في عقل المتعلم نتيجة تفاعله مع المحيط. |
كل فعل أو سلوك للإنسان يحتاج فيه إلى علم ومعرفة. |
|||||
-تعديل السلوك يتم عن طريق تكرار المتعلم لنفس الاستجابة حتى تثبت لديه مع الممارسة. |
البنية المعرفية الداخلية (العوامل الداخلية) تساعد على تنظيم الخبرات وتذهب بالمتعلم إلى ما وراء المعرفة. |
التعلم عملية نشطة حيث أن المتعلم يبذل جهدًا عقليًا للوصول واكتشاف حل لمشكلة تعليمية. |
يظهر التعلم لدى المتربي من خلال قوله وسلوكه وانفعاله. |
|||||
العوامل الداخلية بمثابة صندوق أسود لا يُعرف ما يحدث داخله. |
-تقوم على استخدام المعارف المنظمة والمتقدمة للموضوعات الجديدة. |
تتضمن علمية التعليم إعادة بناء الفرد لمعرفته من خلال عملية الاندامج أو الاحتكاك والتفاوض الاجتماعي مع الآخرين(نقاش هادف، عصف ذهني، تعلم تعاوني...). |
يتم تعديل سلوك المتربي من خلال تعديل معرفته، وميوله، أو من خلال عملية التعويد المتكرر للسلوك، أي كما يمكن تعديل السلوك من خلال تأثير الباطن على الظاهر، كذلك يمكن تعديل السلوك من خلال تأثير الظاهر على الباطن. |
|||||
-يتعلم الإنسان عن طريق تعزيز السلوك.
|
-إعطاء المتعلم حرية التفكير لحل المشكلات.
|
-المعرفة القبلية للمتعلم أساسية لبناء تعلم ذي معنى.
|
النفس الإنسانية في المدرسة الإسلامية كائن رباني، لديه قوى متعددة (عاقلة-ناطقة، غضبية، شهوية، واهمة-خيالية، حافظة،..) ولكل واحدة من هذه القوى أفعال وسلوك وشؤونات تتناسب معها، وتترشح عنها، ويمكن فهم كل سلوك وفقًا لتلك القوى، وكذلك يمكن توجيه وتعديل ذاك السلوك عبر توجيه تلك القوة المتناسبة معه. |
|||||
يمكن للتعزيز السلبي أو الإيجابي(الثواب والعقاب) أن يشكل عاملاً مساعدًا على تكوين السلوك واستمراره أو توقفه. |
||||||||
|
|
|
إن القوى الناطقة -بما لديها من قدرات عقلية هائلة- يمكن لها أن تتطوّر وتنمو بشكلٍ مستمر ودائم، إذا ما توافرت العوامل المساعدة على ذلك. |
|||||
للقوة الناطقة (العاقلة) قدرات تساعد على حفظ وتخزين المعلومات واسترجاعها، وتجزئتها وتحليلها وتركيبها ومعالجتها كيفما شاءت. |
||||||||
يمكن للقوة الواهمة لدى الإنسان خلق وإنشاء وإبداع صور تركيبية وغير تركيبية إلى ما لا نهاية، حيث يساعد ذلك في إبداع أمور جديدة في الواقع الخارجي. |
||||||||
للقوة الناطقة (العاقلة) القدرة على إدارة المعلومات والمعارف وإعادة تصنيفها وتنظيمها بشكل مبدع وخلاق. |
||||||||
يمكن للمتعلم الذهاب في تفكيره وقدراته الذهنية الباطنية إلى ما لا نهاية، على أن تنحكم معارفه للمعايير والضوابط المنطقية والعلمية والدينية. |
||||||||
|
|
|
يمكن أن تتطور المعارف لدى الإنسان من خلال تراكم المعلومات والنتائج المعرفية المحصّلة سابقًا، وكذلك يمكن للنفس البشرية ومن خلال قواها المتعددة(كالناطقة والواهمة والخيالية) أن تنشئ شيئًا جديدًا لم يكن سابقًا. |
|||||
|
|
|
تُشكل الوقائع التي تحيط بالإنسان وتواجهه تحديًا إيجابيًا على صعيد تكامل النفس وقواها المتعددة. |
|||||
تنحكم قوى النفس البشرية(العاقلة، الناطقة، الغضبية، الشهوية، الوهمية-الخيالية، الحافظة،..) لبعضها البعض الآخر، وبالتالي يمكن تمايز المتربين بحسب انحكام تلك القوى وتفاعلها مع بعضها البعض. |
||||||||
لكي تتم المعرفة لدى المتربي لا بد من تهيئة الظروف والمقدمات اللازمة للنفسة البشرية في سبيل تكاملها وترقيها المعنوي لتحصيل المعرفة والعلم. |
||||||||
|
|
|
العلم على أنحاء، "اكتسابي" يحصِّله المتربي، وعلم "لدنيٌ" وهو إلهامي من الله تعالى للمتربي يقذفه الله في قلبه، وكذلك العلم إما أن يكون علمًا بالمحسوسات أو علمًا بالمجردات، وكذلك يمكن تحديد أنواع العلوم تبعًا للموضوعات التي تتناولها، فمنها: علم الأخلاق، وعلم الفقه، وعلم أصول الفقه، وعلم صفات الله وكلامه وأسمائه، وعلم الأحياء، وعلم الكيمياء، والفيزياء، والصرف والنحو والبلاغة، والتفسير،..وغيرها من العلوم التي لا تُحصى. |
|||||
|
|
|
يمكن للمتربي أن ينمّي معارفه وعلومه من خلال تبادل الأفكار، والآراء، والحوار والنقاش مع متربين آخرين فضلاً عن المربين. |
|||||
ثانيًا: على مستوى الأهداف التعليمية
|
|
|||||||
النظرية السلوكية |
النظرية المعرفية |
النظرية البنائية |
المقاربة الإسلامية |
|||||
-ساهمت في ظهور الأهداف السلوكية(أهداف تعلم سلوكية قابلة للقياس والتقويم). |
-تصاغ بصورة أهداف عامة. |
-تصاغ بصورة أغراض عامة من خلال التفاوض الاجتماعي بين المعلم والمتعلم. |
لدى التربية الإسلامية مبانٍ وأصول قابلة لاشتقاق منها الغايات والأهداف العامة، وكذلك الأهداف الجزئية، بمختلف الأبعاد والساحات التربوية. |
|||||
وضعت تصنيفات للأهداف (معرفية، وجدانية، مهارية). |
تعمل على تزويد المتعلم بالمعارف والمهارات. |
-تتضمن غرضًا لمهمة تعلم يسعى الجميع لتحقيقيه. |
تصنيف الأهداف(معرفية، وجدانية، مهارية) تتلاءم مع مبانيها ومبادئها. |
|||||
-صياغتها وعرضها على المتعلم في بداية تعلمه. |
-التفاعل مع الخبرات التعليمية عن طريق البنى العقلية. |
-تتم مناقشة الأهداف العامة والإجراءات بدلاً من فرضها على المتعلمين. |
أعطت المتربي/المتعلم حرية التفكير والتأمل والتدبر فيما يتعلمه، خاصة في المراحل العمرية المتقدمة من رشده ونضجه. |
|||||
-الاهتمام بالسلوك الظاهري للإنسان. |
-تركز على القدرات الإبتكارية. |
|
اهتمت بالسلوك الظاهري، كأهتمامها بالبعد الباطني للمتربي |
|||||
|
|
|
حثت على التفكر والتأمل في الآفاق وفي الأنفس رغبة في التقدم والتكامل الدائم في شتى الميادين والساحات. |
|||||
جعلت التفكر والتعقل مبدءًا ومنطلقًا لعملية التعلم من قبل المتربي. |
||||||||
|
|
|
توزعت الأهداف التربوية على العلاقات الأربعة: العلاقة مع الذات، العلاقة مع الله، العلاقة مع الآخرين، العلاقة مع الكون، بمحورية العلاقة مع الله تعالى. |
|||||
|
|
|
وضعت هدفًا محوريًا لكل العملية التربوية وهو القرب من الله تعالى، يسعى المربوين والمتربون للوصول إليه. |
|||||
|
|
|
من خصائص الأهداف التربوية والتعليمية: الاختيار (ويستلزم: الوعي والإرادة) والدافعية لدى المتربي، ورسم المسار والاتجاه الخاص بالمتربي قي حياته. |
|||||
|
|
|
وضعت أهدافًا مسبقة للتربية، تتلاءم مع طبيعة الإنسان وفطرته، والغاية من خلقه، وتركت له حرية الاختيار خاصة في مرحلة الرشد. |
|||||
|
|
|
من مؤشرات تقييم الأهداف: أن تكون متلائمة مع غاية القرب من الله تعالى، قابليتها للتحقق من قبل نفس المتربي، أخذها لاحتياجات المتربي بعين الاعتبار، وكذلك لاحتياجات المجتمع وملاحظتها للظروف المكانية والزمانية، واشتقاقها من المباني والأصول التربوية بأبعادها وساحاتها المتعددة. |
|||||
|
|
|
يُعطى المتربي مساحة كبيرة من الحرية في اختيار الأسلوب والوسيلة التعليمية والتربوية بما يتلاءم ذلك مع الأهداف من جهة، ومع النظام المعياري الإسلامي[3] التي وضعت بناءٍ على المباني والأصول الأصيلة المرسومة للتربية. |
|||||
ثالثًا: على مستوى المحتوى التعليمي: |
|
|||||||
النظرية السلوكية |
النظرية المعرفية |
النظرية البنائية |
المقاربة الإسلامية |
|||||
تقديم المعلومات والمثيرات بصورة محددة البنية مسبقًا، والتي يحصل عليها المتعلم لتحقيق سلوك مرغوب وتجزئته إلى وحدات أو موضوعات منفصلة. |
-يتم تنظيم المادة التعليمية بحيث يُراعى ربط المعلومات الجديدة في البنية المعرفية بالمعلومات السابقة لدى المتعلم. |
-يكون في صورة مهام أو مشكلات حقيقية ذات صلة بواقع حياة الطلبة. |
صياغة المحتوى وتقديمه بأسلوب وطرق تتناسب مع كل مرحلة من مراحل عمر المتربين، ولا تشق عليهم، وتراعي مختلف القدرات والخصائص لديهم، مع الرفق واللين في ذلك. |
|||||
صياغة المحتوى وعرضه بتدرج (من البسيط إلى المعقّد، ومن السهل إلى الصعب) لمساعدة المتعلمين على إدراك واكتساب المعلومات. |
-يُشدد على بناء المعرفي فيشتمل على الحقائق والمفاهيم والمعارف والمبادئ والقوانين. |
-لا يُحدد مسبقًا بل يتم على ضوء المعرفة المكتسبة للمتعلمين. |
تقديم المحتوى مراعيًا لحاجات المتربين الدنيوية والأخروية، ووفقًا للنظام المعياري الإسلامي. |
|||||
-عبارة عن حقائق ومفاهيم ومبادئ وقوانين. |
|
يقوم على المشكلات ويطالب المتعلمين بحلها. |
المحتوى هو مشتق من المباني والأصول التربوية للتربية، حيث يساعد المتربي على الترقي والتسامي المستمرين لتشكيل هويته، والقرب من الله تعالى وتحقيق الحياة الطيبة بكل الساحات والميادين. |
|||||
|
|
-التركيز على الارتباط بين المفاهيم وتقديم أكثر من منظور للمحتوى. |
تُعتبر المعارف والموضوعات العلمية قضايا وحقائق ذات ارتباط بالهدف الأسمى للتربية وهو قرب المتربي من الله تعالى، والذي يتحصّل بالتكامل والتدرج، والتراكم والتنظيم المتكامل. |
|||||
|
|
|
تشكل التحديات المستمرة والمعقَّدة في حياته اليومية للمتربي حافزًا قويًا للتعلم والترقي والتكامل المستمر، مما يدفع بمصممي المناهج لأخذ ذلك كأسلوب واستراتيجية تربوية تعلمية أساسية. |
|||||
رابعًا: طرق التعليم والتدريس: تعتمد المدارس التعلم الطرق التالية: |
||||||||
النظرية السلوكية |
النظرية المعرفية |
النظرية البنائية |
المقاربة الإسلامية |
|||||
التعليم المبرمج، التعليم للإتقان، التعليم المباشر، المحاكاة والنماذج، التعلم المباشر، التعلم بمساعدة الحاسوب، الموديول التعليمي، الحقيبة التعليمية. |
الاكتشاف |
التعلم بالمشروعات |
كل الطرق والأساليب التي تنسجم أو لا تتعارض مع المباني والأصول التربوية للتربية، فالتعليم المبرمج، التعليم للإتقان، التعليم المباشر، المحاكاة والنماذج، التعلم المباشر، التعلم بمساعدة الحاسوب، الموديول التعليمي، الحقيبة التعليمية،الاكتشاف، التعليم بالمشروعات، الحوار والنقاش، عصف الأفكار، التعلم التشاركي من خلال الانترنت،...إلخ، كلها طرق وأساليب متاحة، على أن تشكل عنصرًا داعمًا في سبيل تكامل وترقي وتشكل هوية المتربي. |
|||||
تقوم على استخدام المعارف المنظمة والمتقدمة للموضوعات الجديدة. |
التعلم التشاركي من خلال الانترنت. |
|||||||
|
التعلم بالاكتشاف. |
|||||||
خامسًا: على مستوى التقويم |
||||||||
النظرية السلوكية |
النظرية المعرفية |
النظرية البنائية |
المقاربة الإسلامية |
|||||
تقديم التغذية الراجعة المناسبة بعد استجابة المتعلم، واستخدام أساليب مختلفة(لفظية، غير لفظية). |
الحكم بمعايير وضعها المتعلم كمؤشر للانجاز. |
لا يقبل البنائيون التقويم محكِّي المرجع أو المعيار. |
التقويم يحتاج إلى تقييم مسبق، يستند على معايير تتناسب مع الأهداف والمضمون، وتساهم في عملية التربية السليمة للمتربي بما يحفظ حريته وكرامته، ويدفع به نحو التسامي والقرب من الله تعالى. |
|||||
إجراء اختبار قبلي للمتعلم لتحديد مستواه. |
التغذية الراجعة(تصحيحة، تعزيزية، بنائية) |
الاعتماد على التقويم الحقيقي أو التقويم البديل(الملاحظة، تقويم الأداء، ملفات منجزة،...إلخ) |
عملية التقويم لا بد وأن تتم بجوٍ من المودة والمحبة، بين المربي والمتربي، بما تعزز من عملية التفاعل بينهما. |
|||||
تقويم مهارات التعلم(المعرفية، المهارية، الوجدانية) في ضوء المحكات المحددة للأهداف. |
|
|
يشكّلُ التقييم القبلي للمتربي/المتعلم إحدى الاستراتيجيات المساعدة على تحديد حسن سير العملية التربوية. |
|||||
الامتحانات التي تُركّز على الاستظهار هي أفضل وسيلة لتكوين رؤية صادقة حول تعلم الأفراد. |
|
|
يُراعى في عملية التقييم والتقويم مجموعة من القيم، مثل: حفظ كرامة وعزة المتربي، حفظ الخصوصية، حرية الاختيار لديه، تعزيز الثقة لديه، حسن قيام العلاقات الأربعة(مع الله، مع الذات، مع الآخرين، مع الكون)، دافعية المتربي، احترام المتربي، دقة التنظيم، الإتقان، .. |
|||||
|
|
|
يتم استخدام مختلف طرق التقييم والتقويم المتلائمة والمنسجمة مع الأهداف والمباني والأصول التربوية. |
|||||
سادسًا: على مستوى المعلم أو المربي |
||||||||
النظرية السلوكية |
النظرية المعرفية |
النظرية البنائية |
المقاربة الإسلامية |
|||||
مصدر المعرفة، وتضعه المدرسة السلوكية موضع القوة، يراقب المعرفة وينقلها للمتعلم. |
مرشد موجه وميسر ومشارك. |
يقدم مهام تدفع الطلاب للبحث والاستقصاء. |
الله هو المربي والمعلم الحقيقي للإنسان. |
|||||
تعزيز استجابات المتعلمين. |
إثارة دافعية الطلاب نحو التعليم. |
يُقدم الخبرات الواقعية بصورة -مشكلات تتطلب حلولاً لربط الخبرات. |
هناك علاقة تبادلية وتفاعلية في التأثير والتأثر بين المربي والمتربي، فالمربّي يؤثر في المتربّي، والمربّي يتأثر من المتربّي، بمعنى أن المربّي ينبغي أن يؤثر في تغيير سلوك المتربّي وعمله، كما أن هويّة المتربّي ينبغي أن تؤثر في الأساليب التربويّة للمربّي. كما تقتضي التفاعلية الالتفات إلى الحضور الفعّال للمتربّين في العملية التربويّة، لا النظر إليهم على أساس أنهم مجرد ذوات متأثرة ومنفعلة بشكل سلبي، بل هم أيضاً ذوات فاعلة ومؤثرة إيجاباً أو سلباً، وهذا ما يقتضيه كون الإنسان مختاراً. ويتحمّل المربّي مسؤوليّته المحورية في العملية التربويّة الإسلاميّة، وذلك عن طريق العمل على تعديل سلوك المتربّي وتغييره بواسطة سلوك المربّي نفسه، ومن خلال توفير الشروط، وتهيئة البيئة اللازمة، وإزالة الموانع من اكتساب المتربّي الصفات المطلوبة. وهذا كلّه يوجب التعاون المزدوج بين المربّين والمتربّين في سبيل نجاح العملية التربويّة، وتحقيق أهدافها المتوخّاة، خاصةً أن من أهداف التربية الإسلاميّة الانتقال بالمتربّين من حالة الانفعال والتعلّق إلى الفاعلية والاستقلال. |
|||||
لا يهتم بمراعاة الفروق الفردية. |
-تقديم التغذية الراجعة الفورية. |
-توفر بيئة صفية بنائية تفاعلية. |
المربي: هو فرد راشد متكامل نسبياً، والذي اكتسب بعض الصفات والخصائص التي تؤهله لأن يقف إلى جانب المتربين، ويأخذ بأيديهم نحو التشكّل والتسامي المستمرّيْن لهويتهم. |
|||||
|
|
|
وظيفة المربِّي تجاه الاستعدادات التي يمتلكها المتربي هي العمل على تفتّحها وعدم ضمورها، وأن يساعدها على النمو والبروز، وعمل المربِّي ينصبُّ على تفتح بعض الاستعدادات ونموها، وزراعة بعض الاستعدادات الأخرى، ما يجعل المتربّي مهيّئًا لإبراز الكمالات الدفينة (التي خلقها الله تعالى عليها وأودعها فيه)، وكذلك لكي يصبح مستعدًا لاكتساب الصفات والخصائص اللازمة المقصودة بالعملية التربويّة، ويجعلها أكثر تفاعلاً وحيوية وحركية في السير نحو تحقيق أهداف العمليّة التربويّة، فعمل المربّي على استعدادات المتربّي هو توفير للأرضية اللازمة لتشكل هويّته وتساميها، فضلاً عن تحقّقه في المراتب المختلفة للحياة الطيّبة. |
|||||
|
|
|
ينبغي أن يكون المربّي متربّياً في ضوء الرؤية التربويّة الإسلاميّة، وعارفاً بالأساليب التربويّة الإسلاميّة، وأن يأخذ بعين الاعتبار الفروقات الفرديّة والمراحل العمريّة والخصائص النمائيّة للمتربين في العملية التربويّة. |
|||||
|
|
|
من أهم وظائف المربي أيضاً: تهيئة الأرضيّة للمتربين، بمعنى التصميم والتنفيذ لمجموعة من التدابير والأعمال المنسجمة والمدروسة التي تمهد المقدمات والعناصر الإعدادية، وتؤدي إلى إيجاد المقتضيات (البعد الإيجابي)، وإزالة الموانع الداخلية والخارجية بالقدر المستطاع (البعد السلبي)، أمام التشكل والتسامي اللائقَين لهوية المتربين. |
|||||
|
|
|
من أهم وظائف المربّي: جعل المتربّي يكتسب اللياقات الضروريّة، والمقصود باللياقات مجموعة مركّبة من الصفات والقدرات والمهارات الفرديّة والاجتماعيّة التي ينبغي أن يكتسبها المتربّي ليصبح جاهزاً للسير نحو الهدف المطلوب، والوصول إلى الحياة الطيّبة. |
|||||
|
|
-يحاور الطلاب ويشجعهم على المشاركة وأبداء الرأي. |
ليست وظيفة المربي أن يدل ويرشد ويوجه المتربي نحو كيفية الوصول إلى الهدف، ويريه إياه من بعيد فحسب، وإنما دوره أن يأخذ بيد المتربي، وأن يسير معه وأمامه نحو الغاية المطلوبة. |
|||||
سابعًا: على مستوى المتعلم أو المتربي |
||||||||
النظرية السلوكية |
النظرية المعرفية |
النظرية البنائية |
المقاربة الإسلامية |
|||||
المتعلم محور العملية التعليمية فهو متلقي للمعلومات. |
المتعلم محور العملية التعليمية، يقوم بإعادة تنظيم المعرفة لديه بناءً عمّا يتلقاه، ويكتسبه من معارف أثناء العملية التعليمية. |
المتعلم محور العملية التعليمية، وهو متعلم نشط حيث أنه يقوم ببناء المعارف والمعلومات من خلال ربطها بالخبرات السابقة لديه. |
الإنسان في الرؤية الفلسفية الإسلاميّة يتميز بأنه فاعل علمي مختار، بمعنى أن أفعاله تصدر عن سابق علم ووعي وإرادة واختيار، ولهذا كان المتربي مخاطباً بالتكاليف الإلهية، وقد أراد الله تعالى للإنسان أن يختار دين الحق عن وعي وبصيرة، لا عن تقليد أعمى وإكراه. لذا، على الإنسان السعي لتحصيل الوعي والبصيرة من جهة، وأن يعمل على تقوية إرادته في خط سيره نحو تحقيق الغاية من إنسانيته، ووظيفة المربّي أن يساعد المتربّي على أن يملك الاستعداد والقابلية اللازمة للتحقق في مراتب الحياة الطيّبة عن وعي واختيار، وهذا يعني أن على المربّي وضع المتربّي على الطريق، تكون خاتمة السير عليه الاستعداد لاختيار الفعل عن وعي. كما نشير إلى أن الاختيار هنا ناظر إلى البعد التكويني في حياة الإنسان من جهة، بمعنى أن الإنسان يولد مفطوراً على الاختيار بأصل الخلقة، ولا يكتسبه نتيجة عوامل خارجية، وناظر إلى البعد العقديّ من جهة ثانية، بمعنى أن العقيدة لا يمكن أن تكون إلاّ اختياريّة، لأن العقيدة تعني عقد القلب على الشيء والإيمان به، وهو أمر يحصل بالإرادة والاختيار، خصوصاً أنه لا تقليد، ولا إتّباع في أصول الدين من دون البعد التشريعي العملي، لأن الإنسان بعد أن يختار الإيمان والإسلام يصبح مُلزَمًا بالتوفيق بين سلوكه وبين الشريعة الإسلاميّة، فينبغي على الإنسان أن يجعل اختياره وفقًا لاختيار الله تعالى له، فإذا اختار الإنسان دين الحق عن وعي وبصيرة، فإنّه سيختار على المستوى التشريعي ما اختاره الله تعالى، ويكون اختياره في خطّ اختيار الله، لا في مقابله. فالاسلام بما يمتلك من نظام معياري، يستطيع بوعيه واختياره أن يجعل من هذا النظام طريقًا للحياة، فيتربى وفقًا له، بعد إيمانه واختياره له. |
|||||
|
|
|
يمتلك المتربي إستعدادات هائلة، والاستعداد عبارة عن القابليات الخاصة التي يملكها المتربي، وتُهَيِّئُه للسير نحو الهدف المطلوب. وهذه الاستعدادات على نحوين: منها ما هو بأصل الخلقة كما ذكرنا، كالاستعداد الفطري نحو التوحيد الإلهي، والاستعداد التكويني لتلقي المعارف والعلوم، والاستعدادات والميول الوجدانية...، وهناك نوع آخر من الاستعدادات التي يزرعها المربّي داخل المتربّي، ويكسبه إياها بالتلقين والتعويد والتدريب والممارسة والإقناع، وهذا الاستعداد هو استعداد اكتسابي واختياري. |
|||||
يقوم بالاستجابة للمثيرات. |
يعبِّر عن أفكاره وآراءه. |
يربط المعلومات السابقة في أنشطة التعليم الجديدة. |
يخرج الإنسان من رحم أمه إلى عالم الحياة، وهو ناقص، ولا يسير في درجات التكامل إلا وهو محتاج إلى الآخرين. فالمتربّ هو الإنسان الذي يحتاج إلى الآخرين (المربّين الأكمل منه نسبيًا) في مساعدته ومعاونته والأخذ بيده نحو تتميم نقصه، وتلبية احتياجاته، ويتمتع بالاستعدادات والقابليّات الخاصّة التي تؤهله للسير قُدُماً نحو تشكّل هويته وتساميها المستمرّيْن. |
|||||
لا يتحمل مسؤولية تعلمه. |
مُنظِّم للمعلومات، والمعارف. |
مفكر مبدع يمتلك مهارات عليا يتم تفعيلها من خلال عملية التعلم. |
على أن نستكمل باقي جوانب المقارنة في القسم الثالث من هذه المقالة، ووفقًا للآتي:
- على مستوى العلماء رواد هذه النظرية أو المقاربة.
- على مستوى إيجابيات هذه النظرية أو المقاربة.
- على مستوى سلبيات هذه النظرية أو المقاربة.
- على مستوى النماذج المقدمة من هذه النظرية أو المقاربة.
- خطوات تصميم التدريس.
- على مستوى تأثير النظرية على عملية تصميم التدريس.
ملاحظة، نأمل من القراء الأعزاء لهذه المقالة بأقسامها المتتالية، أن يرفدونا-الكاتب- بما يطوّر هذه المقارنة، من ملاحظات ومقترحات وتوصيات علمية خاصة بنفس الموضوع(نظرية التعلم)، أملاً بتعميم الفائدة، خاصة ما يُعنى بعملية التأصيل الإسلامي للتربية، وذلك عبر البريد الإلكتروني، أو الهاتف الخاص بالكاتب[4].
الكلمات المفتاحية:
نظريات التعلم، النظرية البنائية، النظرية المعرفية، النظرية السلوكية، الأهداف التعليمية، المقارنة، المحتوى التعليمي، طرق التعليم والتدريس، التقويم، المعلم، المتعلم، إيجابيات النظرية، سلبيات النظرية، خطوات تصميم التدريس، النماذج التعلم، تصميم التدريس.
[1] - على هذا الموقع تحت عنوان: نظريات التعلم(مقارنة علمية بين مجموعة من المدارس التربوية الحديثة والمدرسة الإسلامية)، وذلك بتاريخ: 22/آب/2024.
[2] -لقد أشرنا في المقالة السابقة إلى مصادر كل مدرسة، بالإضافة مصادر المقاربة الإسلامية، التي استخلصناها من المصادر التالية:
-المباني النظرية للتحوّل البنيوي في نظام التربية والتعليم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ترجمة وإصدار المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم، بيروت لبنان، 2015-2016.
-التربية والتعليم وفق رؤية الإمام الخامنئي، تأليف أمير حسين بانكي بور فار، وأحمد قماشجي، ترجمة وإصدار مركز الأبحاث والدراسات التربوية، طباعة دار البلاغة، بيروت لبنان، ط1، 2014.
-فلسفة التعليم والتربية في الإسلام، مجموعة من المؤلفين، بإشراف آية الله الشيخ مصباح اليزدي، ترجمة وإصدار مركز الأبحاث والدراسات التربوية، بيروت لبنان، ط1، 2016.
-فلسفة التربية والتعليم الإسلامية، للدكتور خسرو باقري، ترجمة ونشر مركز الأبحاث والدراسات التربوية، طباعة دار البلاغة، بيروت لبنان، ط1، 2014.
-فقه التربية المبادئ النظرية والمنطلقات، للدكتور الشيخ رضا أعرافي، تعريب محمد ترمس، سلسلة الدراسات الحضارية، أصدار مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي، بيروت-لبنان، 2012.
[3] -النظام المعياري الإسلامي: هو مجموع المبادئ والأحكام، والتعاليم، والآداب، والقيم التي وضعها الإسلامي المحمدي الأصيل.
[4] -البريد: add2706@gmail.com ، رقم الهاتف: 009613854397
تعليقات