Cancel Preloader
دراسات ومقالات المركز

الأهداف التعليمية وأهميتها

  • 2023-05-13
  • 1423
الأهداف التعليمية وأهميتها

الأهداف التعليمية وأهميتها

 

اعداد : الشيخ د. محمد النّمر

 

   تختلف النظرة إلى الأهداف التعليمية في عملية التخطيط التربوي، من ناحية التعريف والمفهوم والغاية، ويعود الاختلاف إلى اختلاف مجالات العاملين في الحقل التربوي والخلفية التي انطلقوا منها ( علم نفس، علم تربية، علم نفس نمو، فلسفة...) واختلاف المدارس والنظريات التربوية التي يتبنونها.

 

   فالبعض(كديوي مثلا) لا يرى فائدة من التفريق بين الهدف والأسلوب والوسيلة، لأن عدم تحقيق الأهداف خلال العملية التعلمية التعليمية يجعل العملية التعلمية التعليمية والنشاط التعليمي وسيلة لأهداف مستقبلية. بينما يرى البعض الآخر أنّ الهدف خارج اطار العملية التعلمية التعليمية ، فهو ليس نفس هذه العملية ، بل يعتبر الهدف مترتبا على النشاط التعليمي ووظيفته تبيين نتيجة العملية التعلمية التعليمية. لذلك سنجد أنّ العاملين في المجال التربوي (تخطيط، تصميم مناهج وتطويرها...) لا يعتمدون نفس المصطلحات المتعلقة بالأهداف التربوية.

 

   وبالرغم من أنّ السائد في أغلب المناهج التعليمية المعتمدة لدى أغلب الدول هو الاهتمام بالأهداف التعليمية وتحديدها وبيان أهميتها في العملية التعلمية التعليمية وفوائدها على المتربين وتسهيل العملية التعلمية التعليمية لدى المربين من ناحية التأكد من مدى تحقق الأهداف المرجوة وتوجيه مسار العملية التعلمية التعليمية نحو تحقيق الأهداف، والمساعدة في تحديد عناصر العملية التعلمية التعليمية ووسائلها وتقنياتها والتركيز على التقويم المناسب لهذه العملية، إلا أن هناك اتجاهاً يعارض تحديد الأهداف في العملية التعلمية التعليمية لأنّها تحدّ من حرية المعلم والمتعلم ولا تسمح بالخروج عنها مما يفقدها المرونة والحيوية، وتضيّق الأفق والرؤيا المستقبلية، كما أنّ هذه الأهداف لن تعبّر عن الواقع الاجتماعي بشكل جيد فالمتغيرات اليومية التي تحدث في حياة المتربين تحتاج إلى تعديل أنماط ومتطلبات العملية التعلمية التعليمية بحسب حاجاتهم وما يواجهونه من مشكلات وتحديات وهذا يستدعي عدم وجود أهداف مسبقة تمنع من مواكبة التطورات، لذلك يطرح بعض المنظرين التربويين (خاصة في المدرسة التقدمية والبراغماتية) أن يتم التركيز بشكل أكبر على حل المسائل والتفكير الناقد وتحليل المشاكل اليومية التي يواجهها المتربي، بالاضافة الى ذلك يواجه التربويون صعوبة في صياغة الأهداف الدقيقة وتداخلها بشكل كبير في كثير من الأحيان، كما يساعد اختلاف المصطلحات على هذا التشويش وعدم الوضوح. لكن تبقى أمام المعترضين على صياغة الأهداف التعليمية مشكلة اعداد كادر تربوي - تعليمي قادر على مواكبة التطور وعدم وجود أهداف تعليمية واضحة في العملية التعلمية التعليمية ، وعدم وجود معايير مشتركة وواضحة للتقييم والتقويم.

 

   إنّ مراعاة بعض الملاحظات والانتقادات على تحديد الأهداف التعليمية بشكل مسبق، يستدعي من العاملين في التخطيط التربوي صياغة جزء من الأهداف التعليمية بشكل مرن وقابل لمواكبة التطورات التي يواجهها المتربي والمشاكل اليومية التي يعاني منها، مما يشكل حيوية أكبر للعملية التعليمية التعلمية.

 

   ويبقى لتعيين الأهداف التعليمية أهميته وهو ما تبنته معظم الأنظمة التعليمية، لتنظيم العملية التعلمية التعليمية والقدرة على التخطيط وتصميم المناهج واختيار المحتوى المناسب والأدوات والوسائل التعليمية وطرائق التدريس المناسبة، وعندما يتعرف المربون على الأهداف التعليمية للمواد التي يدرّسونها، ويتم تحديدها لهم بشكل واضح ستتحقق الفوائد الآتية:

  1. العملية التعليمية التعلمية ستسير بشكل أفضل .

  2.  المساعدة في تصميم الدرس وتحضيره وتسهيل التعليم والتعلم.

  3.  نتائج العملية التعلمية التعليمية ستكون أفضل ويمكن ملاحظتها من خلال عملية التقويم التي ستجري بشكل أفضل واسهل.

  4.  تمكن المتربي من التقييم والتقويم الذاتي لما حصله من الأنشطة التعليمية.

  5. التمكن من تحديد سير العملية التعلمية التعليمية وإلى أين يمكن أن تصل بنتائجها.

  6. اختيار المواد ووسائل الايضاح والتقنيات المناسبة وطرائق التدريس المتناسبة مع الأهدافبشكل أفضل وأكثر سهولة.

 

لذلك يجب الالتفات إلى بعض الأمور أثناء عملية تحديد وتنظيم الأهداف التعليمية نذكر منها:

  1. تناسب الوسيلة والأسلوب مع الهدف حتى يمكن الوصول إليه، وتوفر الأساليب والوسائل بيد الكادر التعليمي.

  2.  اعتماد المرونة في صياغة الأهداف تمكن المربي من التغيير والتعديل بحسب الظروف والامكانيات والاستعدادات لدى المتربين والمناخ التعليمي، والتغييرات التي تطرأ أثناء النشاط التعليمي.

  3.  مراعاة ظروف المتربين وفئاتهم العمرية وقابلياتهم ودوافعهم والفروقات الجنسية والاجتماعية والعرقية والنفسية ...من أجل تشجيعهم على تحقيق الأهداف.

  4.  توافق الأهداف التعليمية مع البيئة المحيطة (المشاكل والتحديات والاحتياجات) للمتربي واحتياجاته الاجتماعية والنفسية والجسدية وغيرها...

  5. اختيار الأهداف الواقعية والتي يمكن تصور تحققها لدى المتربي لكي يستطيع العمل على الوصل إليها وتحقيقها .

  6. مراعاة العناصر الثلاثة في تحديد مصادر صياغة الأهداف التعليمية : احتياجات المتربي- حاجات المجتمع – الرؤية الفلسفية التربوية للمتخصصين التربوين المرتبطين بالبيئة التعليمية بشكل خاص والنظريات والمدارس التربوية والفلسفية بشكل عام .

 


الهوامش:

عواضة، هاشم : بناء المناهج التعليمية وتقويمها ، 2020، ص 171-221

شعباني، حسن: المهارات التعليمية، 2017، ص 91-102.

مجلة أبحاث ودراسات تربوية العدد 9 سنة 2019.

آخر تحديث : 2023-05-13
مشاركه في:

تعليقات

اترك تعليقك هنا