الصف المقلوب: الأهمية، المعوّقات ونصائح عملية -2-

لا بد للطالب من الاطلاع على المادة الدراسية قبل الحضور إلى الحصة الصفيّة، ويتعين عليهم أن يشاهدوا الفيديو المتعلق بالحصة في اليوم الذي يسبق الدرس، ويتم توجيه الطالب إلى التركيز خلال متابعة الفيديو وترك المشتتات التي تقلّل من تركيزه في أثناء متابعة الدروس مثل الهاتف أو الأجهزة اللوحية. وفي أثناء متابعة شرح الدرس يقوم الطالب بتدوين الملاحظات والأسئلة. ومن الممكن للطالب أن يستفيد من إمكانية إيقاف الفيديو لتدوين الملاحظات والأسئلة قبل متابعة الشرح (Hockstader, 2013).
وحدد توركليسون (Torkelson, 2012)خطوات تدريس طلبته في الصف المقلوب:
وحدد بيرجمان وسامز (Bergmann & Sams, 2012) أربع مراحل لإنتاج محاضرات الفيديو في الصف المقلوب هي:
ومن المعوّقات لتوظيف إستراتيجية الصف المقلوب:
ليس جميع الطلبة لديهم القدرة على الحصول على إنترنت عالي الجودة، أو تتوفر لديهم أجهزة الحاسب الآلي.
تتطلب معلماً لديه الرغبة في التغيير ومتابعة عمل طلابه في المنزل، فهي تحتاج لجهد إضافي خارج أوقات الدوام الرسمي.
تتطلب معلماً متمكنا من مهارات التقنية وتطبيقات الويب.
يظن البعض أن الإستراتيجية ما هي إلا تأكيد على الطريقة التقليدية (محاضرة وواجب منزلي).
عدم توافر الأجهزة والبرمجيات اللازمة لتسجيل وإعداد الدرس عند المعلم.
تمسك بعض المعلمين بالطريقة التقليدية وعدم رغبتهم في التخلي عنها.
مع أهمية استخدام إستراتيجية الصف المقلوب، إلا أن هناك انقساماً بين مؤيدين ومعارضين لاعتماد هذه الاستراتيجية في التعليم، وسنستعرض أهم السلبيات:
تتطلب معلمًا متمكنًا من مهارات التقنية وتطبيقات الويب وطرق توظيفها في التعليم، لذا سيصعب على من يعزف عن استخدام التقنية أو مستوى مهاراته التقنية بسيطة (الذويخ، 2014).
ويضيف (زوحى، 2014) بعضاً من السلبيات لاستخدام إستراتيجية الصف في المقلوب في التعليم ومنها:
الجلوس أمام شاشة الحاسوب لمدة أطول: نموذج الصف المقلوب يجبر الطلاب على المكوث مدة أطول أمام الحاسوب أو الجهاز اللوحي، والكل يعرف مدى التأثير السلبي لذلك على الأطفال خصوصاً.
واجبات منزلية إضافية: بعض المدارس تبنّت الفصل المقلوب بشكلٍ كامل، حيث أصبح المتعلم مطالباً بمشاهدة عدد كبير من التسجيلات المصوّرة، مما يعني واجبات منزلية إضافية تثقل كاهل الطلاب دون ضمان لتفوقهم الدراسي.
الفجوة الرقمية: ليس لكل الطلاب إمكانيات الولوج إلى الإنترنت، هناك أيضاً من لا يتوفر على حواسيب وأجهزة ذكية تمكنهم من مجاراة الطلاب الذين ينتمون إلى أسر ميسورة.
الفيديو وسيلة تعرض للكثير من المعلومات في وقت وجيز، مما قد يؤدي إلى تراجع مستوى التفكير النقدي لدى الطالب. فالبعد الافتراضي لهذا النموذج التعليمي ولو جزئياً، يمكن أن يؤثر سلباً على موقف المتعلم مما يتلقاه من معارف عبر شبكة الإنترنت.
ويضيف (أبو خليل، 2019) أن التعليم الحديث والناجح كتجربة فلندا في التعليم هو ما يتم تقليل الفروض المنزلية لتصل إلى صفر وهذا ما لا يتيحه الصف المقلوب.
بعد كثرة الانتقادات للمنهج التقليدي وعدم قدرته على تلبية حاجات المتعلم والمجتمع ومواكبة هذا التطوّر، فلا بدّ لـ الوزارات المعنية والإدارات التربويّة من تعديل المناهج ودمج أدوات ووسائل تكنولوجيا التعليم فيها، حيث إنها فرضت نفسها على الساحة التعليمية، مع أهمية المحافظة على الكتاب والمهارات التعليميّة الخطيّة بالإضافة إلى مراعاة تخفيف الفروض المنزلية وهذا يحتاج إلى تخطيط تربوي يحاول المواءمة بين التعليم الإلكتروني وغير الإلكتروني، ويعتبر الصف المقلوب من أهم التقنيات التي تجمع بين التعليم التقليدي والإلكتروني، حيث يوفّر فوائد للطلاب والمعلمين على حد سواء، إذ يقضي المعلمون مزيدًا من الوقت في مساعدة الطلاب على المحتوى غير المفهوم لديهم، هذا يعني المزيد من المساعدة الفردية للطلاب وقضاء وقت أقل في الاستماع إلى المحاضرات المملة في الصف.
التعلّم المقلوب يحتاج إلى دراسة من قبل كل مؤسسة تربوية، فلا يمكن استخدامه مع عدم وجود إنترنت عالي الجودة وعدم امتلاك بعض الطلاب للحواسيب أو الهواتف الذكية في منازلهم. بالإضافة إلى ضرورة تأهيل المعلمين لاستخدام هذه الاستراتيجية في التدريس بشكلٍ فعّال ليصبح متمكناً من مهارات التقنية وتطبيقات الويب والمقدرة على مواجهة أي مشكلة لها علاقة بالتكنولوجيا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع العربية
المراجع الأجنبية
ــــــــــــــــــــــــــــ
الأستاذ سامر جابر، باحث في مركز الأبحاث والدراسات التربوية، ماجستير إدارة تربوية – الجامعة الإسلامية، هاتف: 0096170987184
مؤلفات:
1- كتاب "تكنولوجيا التعليم، نحو عالمي رقمي وتفاعلي"-2019م.،دار الولاء، قيد الطباعة.
2- مقالة حول "دمج الألعاب الإلكترونية في التعليم"، 2018م.
http://esrc.org.lb/article.php?id=4399&cid=248
تعليقات