خطوات التأصيل التربوي الاسلامي
كثر الحديث مؤخراً عن أهمية التأصيل التربوي الإسلامي، وكان هناك عدة محاولات لوضع آليات يمكن أن تتجاوز البحث النظري لتصل إلى التطبيق، وما سنضيء عليه في هذه السطور هو محاولة لوضع منهجية عملية يمكن أن تنطلق بنا من المباني وصولاً إلى انتاج المناهج بما يتلائم مع أصول البحث العلمي في التـاصيل الاسلامي، ويمكن تقسيم المنهج التربوي القائم على تأصيل التربية إلى اربعة اقسام:
1.فلسفة التربية.
2.الأصول التربوية.
3.التخطيط التربوي.
4.إعداد المناهج ووضع الكفايات.
القسم الأول:
هو القسم المتعلّق بفلسفة التربية المتمحورة حول نظرتنا الفلسفية إلى: الوجود، الله، الإنسان، الدين، المعرفة، والقيم. وهي مبان مأخوذة كقضايا مسلّمة في التربية، بنحو تشكل المعيار النظري الإسلامي الحاكم على إنتاج المناهج التربوية وبما ينسجم مع الأهداف العامة للتربية، وهي إما "أصول متعارفة" بينّة بذاتها، وإما "أصول موضوعة" نظرية، مهمةُ إثباتها أو نفيها لا تقع على عاتق علم التربية، بل على العلم المأخوذة منه، الباحث عنها، المبرهَن فيه عليها، كعلم الوجود (الأنطولوجيا)، وعلم الإلهيات (ثيولوجيا)، ونظرية المعرفة (الإبستمولوجيا)، وعلم القيم (الإكسيولوجيا)، وفلسفة الأخلاق، وعلم النفس الفلسفي، وفلسفة الدين ... وهو ما يشكل الخطوة الأولى في مسار التأصيل التربوي.
القسم الثاني:
هذا القسم يتعلق بعلم الأصول التربوية، والذي يبين منظومة الأبعاد الإنسانية العشرة التي يجب التربية عليها، ولا يجب الاكتفاء بتعيين الأبعاد، بل يجب تحديد وتعيين الأصول أو القواعد العامة التي يجب الانطلاق منها في تعيين الكفايات والأهداف التربوية وتسييلها ضمن المناهج والبرامج المختلفة للمؤسسات التربوية كافة، لأن مجموع الأصول المطروحة هو الذي يجب الاستفادة منه والبناء عليه، بهدف تطبيقه على أرض الواقع والعمل بعد تحويله إلى كفايات وأهداف تربوية. ويمكن لحاظ عشرة أبعاد أساسية يجب العمل على وضع أصول لها بما يتناسب أو ينسجم مع المباني الفلسفية للتربية الإسلامية، مع الإشارة إلى أن الأبعاد المختلفة للتربية يجب أن يكون حاكماً عليها البعد الإيماني والذي يشكّل البعد الأساس في ديننة الأبعاد الإنسانية كافة. وكما يشار في الرسم التوضيحي يجب أن يتغلغل البعد الجمالي الإسلامي في جميع الأبعاد الإنسانية العشرة.
القسم الثالث:
يجب أن يبحث في هذا القسم كل ما يتعلق بالتخطيط التربوي، والذي يحدد الرسالة والرؤية والقيم الحاكمة والأهداف العامة التي يجب أن تدخل ضمن المناهج المتبعة في مختلف المؤسسات التربوية وتؤدي الى تحقيقه. وفي التخطيط التربوي عادة ما يتم الإشارة إلى المبادئ والاهداف العامة والرسالة والرؤية. ويتم تعيين السياسات العامة وكذلك الإجراءات.
القسم الرابع:
وهو القسم المتعلق بإعداد المناهج التعليمية، والتي تستخرج من الأقسام الثلاث أو أن تنسجم معها، لا سيما من خلال تحويل الأصول التربوية في مختلف الأبعاد الإنسانية إلى كفايات وأهداف تعليمية-تعلّمية. و تشكل هويّة المتربّين في التربية بشكلٍ متوازن، انطلاقاً من ملاحظة خطوط العلاقات الأربعة: علاقة الإنسان بربه، وبنفسه، وبالآخر، وبالطبيعة وسائر المخلوقات مع محورية العلاقة مع الله، وذلك بناء للمنهج الإسلامي التوحيدي.
آخر تحديث : 2024-06-19
تعليقات