التلفزيون والطفل
دور الاهل في التوجيه والارشاد
أولاً : ما هو التلفزيون ؟
تقنياً هو جهاز الكتروني يستقبل اشارات ويعيد بثها من خلال تحويلها الى صورة مرئية ومسموعة وهو اداة اتصال جماهيري يحمل رسائل ومضامين ورموز ومؤثرات نفسية واجتماعية وسلوكية...
ثانياً : ما هو الطفل ؟ ومن هو ؟
الطفل هو الكائن البشري دون سن الرشد 18 سنة او سن البلوغ الشرعي وتتميز هذه المرحلة بالمرونة والقابلية وهي اخصب مرحلة للتربية والتعليم وفيها يكتسب الطفل العادات والتقاليد والاتجاهات العقلية والاجتماعية والحسيّة والمعرفية.
وقد عبر الامام علي (ع) عن هذه المرحلة بابلغ تعبير عندما قال :
( وانما قلب الحدث كالارض الخالية ما ألقي فيها من شيء قبلته ) .
وبحسب تعريف الامم المتحدة فإن الطفل كل (انسان) من لم يبلغ الثامنة عشرة من العمر .
ثالثاً: من هم الاهل؟
هما الابويين الوالدين او من يقوم مقامهما شرعاً وقانوناً.
لماذا يشاهد الطفل التلفزيون ؟
بما ان الطفل هو انسان , والانسان اجتماعي بطبعه مفطور على حب المعرفة والاستطلاع والجمال واكتشاف الجديد, والحشرية العلمية , واكتشاف المهارات وحب التسلية والترفيه وتمضية الوقت وغيرها , كان طبيعياً جداً أن يشاهد الطفل التلفزيون هذا الجهاز السحري الذي ينتقل به الى عوالم مختلفة من الحب والجمال والمعرفة والترفيه والخيال والتسلية وتمضية الوقت بطريقة سهلة وسلسة معتمداً اسلوب المزج بين الصوت والصورة , مقرباً البعيد , مبسطاً المعقد , كاشفاً المستور , ناقلاً الماضي الى الحاضر , والحاضر الى المستقبل , حاملاً مشاهده على اجنحة الخيال اللامحدود , غازياً به السموات والارض , طارقاً ابواب رغباته في كثير من الاحيان بابهار وامتاع بصري يسلب الالباب .
آثار التلفزيون على الطفل
هناك اتجاهان اساسيان تقوم عليهما نظريات التأثير , يتبناها علماء النفس الاجتماعي , الاولى تقوم على فكرة التأثير المباشر للاعلام وخصوصاً للتلفزيون على المشاهد وبالخصوص الاطفال لأن الطفل دائماً يتأثر بطريقة غير واعية ويحاول محاكاة ومطابقة ما رآه من عنف او عدوانية او غيرها من السلوكيات الضارة (نظرية الرصاصة).
والثانية تقول بعدم وجود علاقة مباشرة وان التأثير على الاطفال او الكبار هو تاثير تراكمي تحدثه المدرسة والبيت والبيئة والمجتمع، والاعلام له دور كجزء من هذا الفضاء العام الذي يعيشه هذا الطفل وليس بالاستقلال , والتأثير هنا يكون بفعل الزمن والتراكم بحيث تكون النتيجة اتخاذ موقف عنيف او عدواني , نعم قد يكون العنصر الاخير الذي ولد الانفجار هو عنصر اعلامي , لكنه ليس هو السبب المباشر , وعليه لا يكون تأثير الاعلام تأثيراً مباشراً وبالتالي لا خطر في الأمر (النظرية التراكمية) .
والدراسات العلمية تؤكد هذا المعنى بشقيه حيث ينقل صاحب كتاب التلفزيون والطفل :
" إن الدليل الواضح على ضرر بعض البرامج التلفزيونية على الاطفال يمكن العثور عليها في حوالي 600 دراسة في الادب المعاصر المتخصص تدور حول العنف والعدوانية في وسائل الاعلام الجماهيري وعرض العنف يمكن ان يؤدي الى زيادة عدوانية المشاهدين , ولكن يؤكد النصف الثاني من هذه الابحاث الافتراض المعاكس تماماً "
ب- الآثار السلبية
كما تقول القاعدة الفقهية الشرعية ان دفع المفسدة اولى من جلب المنفعة , لذلك نحن سنركز هنا على السلبيات بتفصيل مختصر خلافاً للايجابيات لأن الموازنة بين الايجابيات والسلبيات ترجح السلبيات بمخاطرها على الايجابيات بكل ما لها من قيمة وفائدة مرجوة بما لا يقاس بينهما .
1. التلفزيون هادم الاسرة بحيث تتحول الاسرة مع التلفاز في لقاءاتها الى اسرة غير متفاعلة وسلبية ومعدومة التواصل وان كانت تعيش في غرفة واحدة وبالتالي يصبح الافراد غرباء عن بعضهم البعض ولا يفهم بعضهم بعضاً ولا يعرف بعضهم حاجات وطبائع وخصوصيات البعض الآخر .
2. التلفزيون والتبعية : يحتاج الاطفال الى تنمية طاقاتهم الذاتية من اجل التحرر من التبعية بينما التجربة التلفزيونية تساعد على استمرار التبعية.
3. التلفزيون والقراءة والكتابة والتعبير اللفظي والتعبير عن الذات، تكتسب مهارات الاتصال الاساسية لدى الاطفال من خلال القراءة المحادثة استخدام القلم والورقة ليؤدوا ادوارهم كمخلوقات اجتماعية , غير ان التجربة التلفزيونية لا تعزز هذه المهارات بل تضعفها لأنها لا تتطلب المشاركة الفعالة واللفظية والكتابية , بل تعتمد فقط على الاستقبال السلبي ( كثر من جيل اليوم لا تمتلك المهارات اللفظية والتعبيرية عما يريد ) .
4. التلفزيون واكتشاف الذات ونقاط القوة والضعف : يحتاج الاطفال الى المشاركة في مسرح الحياة في العمل واللعب وغيره من اجل اكتشاف الذات ومعرفة نقاط القوة والضعف سواءً الجسدية او النفسية او المعرفية وتنميتها , لكن المشاهدة التلفزيونية لا تسمح بمثل هذه المشاركة وبالتالي تحد من قدرتهم على الاندماج في تلك النشاطات.
5. هدر الوقت : تجمع كل الاحصاءات والدراسات ان الوقت الذي يقضية الاطفال على شاشات التلفاز اكبر او لا يقل عن الوقت الذي يقضيه في المدرسة , وبالتالي تحول الطفل الى مدمن تلفزيون وبتعبير آخر الى عبد مطيع للتلفزيون دون ان يكون لهذه الطاعة والعبودية أثراً مفيداً في حياته الاجتماعية او المهنية او العلمية وكذلك المعلومات التي يتلقاها من التلفاز تجمع الدراسات بانها اقل ثقة واطمئناناً الى صحتها من تلك التي يتلقاها في المدرسة .
6. الخيال والتلفزيون : ان اشباع حاجة الطفل الى الخيال يتحقق بصورة افضل عن طريق القصة والنشاط الايهامي بحيث يحرر خياله من قيود الصورة , وهذا ما لا يقدمه له التلفزيون الذي يقدم له القصة مصورة مما يدفعه الى عدم التخيل . والمشهد التلفزيوني يعطي صورة محددة بينما الخيال يقدم له عشرات او مئات الصور المتخيلة .
7. التلفزيون والتجربة : يحرم التلفزيون الطفل من اكتساب المعارف من خلال الاداء الحسي واليدوي واللمس والفعل وتقتصر المعرفة على حدود المشاهدة السلبية التي تقدم له نتائج جاهزة عن تجارب الآخرين وبالتالي يحرم أيضاً من الاستنتاج والاستخلاص العقلي ويكون قد حُرِمَ من النشاط الفعلي ايضاً.
8. المهارات الاسرية : كل طفل بحاجة الى تنمية المهارات الاسرية لانه في يوم ما سيصبح أبا او اما وبالتالي يحتاج الى معرفة الحياة الاسرية وكيفية ادارة هذه الحياة وتكوين الاسرة والتفاعل معها وحل كل ما يعترضها من مشاكل , لكن الحقيقة ان التلفزيون يحرم الطفل من هذه المهارات وبالتالي يشكل خطراً مدمراً على الاسرة.
9. المعلومة والتلفزيون : اثبتت الدراسات ان الطفل خصوصاً في المراحل الاولى حتى سن الثامنة تركيزه يكون على الصورة دون فهم محتواها , والابهار البصري هو الذي يجعله مستمراً امام الشاشة بل ان الكثير من الدراسات تؤكد ان الطفل لا يستطيع ان يتابع قصة لاكثر من دقائق معدودة وبالتالي فإن ما ياخذه الطفل من معلومات نتيجة المشاهدة التلفزيونية ليس بذلك الحجم الذي يتوهم , بل ما يحفظه من معلومات قدمت له عن طريقة قصة مكتوبة قراءها او محكية من خلال المعلم او الام اكبر بكثير مما يحفظه من القصة التلفزيونية فضلا عن ان النظرة العامة الى التلفزيون انه اداة ترفية وتسلية وتمضية للوقت وليس اداة للعلم والمعرفة .
10. التلفزيون والمدرسة : كل الدراسات تؤكد وجود أثر سلبي للتلفزيون على الدراسة لدى الاطفال , لأن الطفل يعتاد على المشاهدة التي هي اسهل من القراءة والكتابة وبالتالي تؤثر على قدرته على بذل الجهد من اجل التقدم العلمي .
11. التلفزيون والكسل : التلفزيون يجعل الطفل أكثر كسلاً , وابعد ما يكون عن التركيز في الاعمال او القراءة والكتابة ويعمل على القراءة التصفحية وليس القراءة المركزة وهذا سببه الكسل الذي تتركه عادة المشاهدة التلفزيونية .
12. التلفزيون والكتاب : التلفزيون يحارب الكتاب ويعاديه لأن الكتاب يحتاج الى بذل جهد مال ووقت وتركيز بينما التلفزيون لا يحتاج إلا الى استرخاء وبالتالي يصل الطفل الى مرحلة يعادي فيها الكتاب .
13. التلفزيون وتأثيره على الصحة البدنية والنفسية: دهون / عيون / سكري / رياضة / التوحد الخ ...
وهناك المزيد من السلبيات علماً انه لم نناقش فيما يقدم للاطفال من حيث المضمون وهناك الطامة الكبرى .
هل هناك تلفزيون للكبار وآخر للصغار ام ان التلفزيون هو التلفزيون؟!!
بداية نعلم بالوجدان ان الاطفال غالباً ما يشاهدون برامج الكبار وهذا نلاحظه في اسرنا وبيئتنا الاجتماعية ,
ثانياً نحن الكبار أيضاً لا تقتصر مشاهدتنا للتلفزيون على البرامج المخصصة للكبار ,
ثالثاً : الاطفال يسعون دائماً لتقليد الكبار من هنا نرى ان الدراسات تشير الى هذا المعنى :
" تفيد الاحصاءات البريطانية ان نصف الاطفال على الاقل من سن العاشرة وما فوق يشاهدون البرامج الموجهة الى الكبار في النصف الاول من السهرة أي حتى التاسعة مساءً .
وثلث الاطفال من عمر13-14 يبقى الى ما بعد العاشرة لمشاهدة برامج الكبار .
وفي أيام العطل يشاهد الاطفال برامج الكبار الى وقت متأخر من الليل .
إن رغبة الاطفال في مشاهدة برامج الكبار قوية جداً الى درجة ان ربع جمهور برامج السهرة هم من الاطفال في سن المدرسة الابتدائية.
وتشير الاحصاءات الامريكية ان اطفال الصفوف الابتدائية يقضون 40% من وقتهم على برامج الكبار , تزداد هذه النسبة الى 79% في اوساط طلاب الصف السادس , ... لذلك ليس ثمة وجود لشيء يدعى تلفزيون الكبار .
وقد افاد 75% من الاطفال في بريطانيا ان البرامج المفضلة لديهم هي برامج الكبار وخاصة المتعلقة بالجريمة يليها التمثيليات الهزيلة , ثم الاستعراضات , والمسلسلات , والافلام الغربية , اما البرامج المصممة والموجهة لهم فلم تكن رائجة ومحبوبة ".
وإذا عدنا الى الدراسة التي أجرتها الكاتبة نهى عاطف العبد على عينة من 480 طفلاً في مصر نجد ان الاطفال يميلون الى برامج الكبار بشكل كبير وذلك من خلال اختيارهم لأهم القنوات التي يشاهدونها وقد ذكر في الدراسة اسباب عدم رغبتهم عن مشاهدة برامج الاطفال .
والاسباب قد ذكرتها الدراسة وهي كما يلي :
1- البرامج مملة
2- مستوى البرامج ادنى من مستواي
3- افكار البرامج ليس فيها جديد
4- لا افضل مشاهدة برامج الاطفال
5- افكار البرامج خيالية
6- ليس لدي وقت اثناء الدراسة
7- كثرة النصائح والارشادات
8- مواعيد البرامج غير مناسبة
9- كثرة المضمون الاجنبي
بالخلاصة لا يوجد تلفزيون للكبار وآخر للصغار هناك تلفزيون عام، عندما يقدم مادة جديدة سيشاهد من الكبار والصغار , لكن الاهم في الامر هو انه يجب التدقيق جيداً في المضامين التي تقدمها المحطات التلفزيونية خصوصاً الاسلامية لانها قد تقع نتيجة الضغوط الانتاجية وما تستهلكه المحطات من كميات كبيرة من المواد فريسة التساهل او التراخي في المضامين التي تعرض على هذه الشاشات لانها ستقع حينئذٍ في التناقض من حيث المضمون حيث نقدم برنامجاً يحمل مضموناً قيماً او اخلاقياً معيناً ثم نقدم برنامجاً آخراً يقدم لنا النقيض سواءً كان ذلك صريحاً او غير مباشر كما هي معظم البرامج الاجنبية والتي غالباً نقدمها على شاشاتنا دون الالتفات الى مخاطرها ومضامينها او التساهل باعتبار انها موجهة للكبار. هذا قد يكون صحيحاً جزئياً لكنه غير صحيح بالمطلق بالنسبة للاطفال لأن الطفل لا يستطيع تعقل هذه الامور او التمييز بينها .
دور الاهل في الارشاد والتوجيه
صحيح ان التلفاز في احد جوانبه يقدم المعلومة والترفيه لكن من الخطأ التعامل معه على انه أم او أب او استاذ او مربي، او التعامل معه كوسيلة آمنة، وللاسف هناك الكثير من العوائل ودور الحضانة والمدارس تتعامل بغباء او باستهتار او بجهل مع هذه الوسيلة.
وضمن هذا الاطار يحدد العالم الدكتور (دافيد انجلاند) بعض النقاط الاساسية كقواعد علمية للمشاهدة الايجابية للتلفزيون ويدعو الاباء الى اتباعها مع اطفالهم في المشاهدة التلفزيونية المشتركة، حيث اكد عليهم وخاطبهم بقوله: (كونوا متأكدين دوماً ان اطفالكم لديهم سبب جيد ومحدد لمشاهدة ما يرغبون مشاهدته، واذا لم يكن لديهم هذا السبب، فبادروا فوراً الى اغلاق الجهاز. كذلك ينبغي ان تصروا على ان يشاهد اطفالكم برنامجاً واحداً في الجلسة الواحدة، وتدخلوا للحد من (المشاهدة التلقائية، وخططوا لجلسات مشاهدة لكل افراد العائلة مسبقاً، ويجب ان يكون هناك واحد من اولياء الامور ليتقاسم المشاهدة مع اطفاله، ان هذه القاعدة وحدها يمكن ان تكون ثورة في عالم مشاهدة الاطفال للتلفزيون، كذلك راقبوا جيداً ما يشاهده ابناؤكم، وكونوا ايجابيين بالتدخل اذا تطلب الامر ذلك، لاتستعملوا التلفزيون عقاباً اوثواباً كونوا نماذج طيبة لأبنائكم، وراقبوا انفسكم فيما تشاهدون.. وشجعوا غيركم على فكرة تدريس التلفزيون في مدارس مجتمعاتكم المحلية)..
وبما ان عناصر تكوين الشخصية متعددة اهمها:
المدرسة – المجتمع – البيت – الاعلام - والدولة، وحيث ان الدولة غائبة والمجتمع لا يمكن الاطمئنان اليه والاعلام متفلت من كل عقال اذاً لا بد من الاستنفار في المدرسة والاسرة للتعويض، هذا اذا كانت المدرسة رسالية ولذلك فالاهل في هذا الزمن في وضع لا يحسدون عليه ومسؤولياتهم كبيرة جداً وتصبح قاعدة دفع المفسدة اولى من جلب المنفعة قائمة.
ان كل الدراسات الغربية والامريكية اضافة الى العالم العربي تؤكد خطورة التلفاز وتوصي بضرورة حضور ومشاركة الاهل ابناءهم في مشاهدة التلفاز.
لقد سبق الاسلام كل هؤلاء العلماء وكل الدراسات المتخصصة بهذا الشأن وجعل المسؤولية الاولى والاخيرة عن الابناء هي على عاتق الاهل، والاسلام بكل تراثه النصي (قران واحاديث نبوية وروايات اهل البيت عليهم السلام) لا يوجد فيه نص واحد يخاطب به الطفل بالاستقلال عن الاهل، لان الخطاب فرع التكليف وحيث لا تكليف لا خطاب ويبقى ولي الامر هو المسؤول الوحيد عن الطفل امام الله وامام التاريخ، ولذلك فان قول النبي (ص) فابواه اما يهودانه او ينصرانه.. لا يحمل فقط معنى التهويد والنصرنة والتمجيس والعلمنة العمدية بل يحمل ايضا معنى التهويد والنصرنة غير العمدية القائمة على التقصير والاستهتار وما نحن بصدده هو احد ابرز مواردها.
التوصيات:
1. شاهد التلفزيون مع الأطفال: يجب مشاركة الاهل ابناءهم حضور البرامج التلفزيونية وضرورة توجيههم الى البرامج المناسبة لهم.
2. منع الاطفال دون السنتين من المشاهدة التلفزيونية لان هذه المرحلة فيها تتم عملية تنشيط الذهن عند الطفل والتي تحتاج الى اكتشاف واكتساب واستطلاع وتجربة شخصية وليس ضخ دون وعي وادراك حيث يدفع هذا الامر الى البلادة والتأخر الذهني.
3. حدد ساعات المشاهدة بدقة وان لاتتجاوز ساعات المشاهدة اليومية للاطفال الساعة الى الساعتين بعد عمر السنتين.
4. حدد نوع البرامج التي يشاهدها الطفل: تحديد الاوقات المناسبة للمشاهدة وتحديد البرامج المنسجمة مع اخلاقنا وقيمنا والمتناسبة مع اعمارهم وقدراتهم...
5. الدراسات العلمية تؤكد ان نسبة فهم الاطفال للبرامج في مرحلة الطفولة المبكرة لا تتجاوز 10% لان نسبة التركيز عندهم ما زالت متدنية وينجذبون للصورة وليس للمضمون، لكن مع وجود الاهل تزداد الى 20 او 40%.
6. لا تتعامل مع التلفاز على انه مصدر الحقيقة: بما ان التلفاز يعتمد في اغلب برامجه على الشخصيات السياسية والاجتماعية والفنية والعلمية واصحاب الشهرة ولانه جهاز ساحر فالطفل يتعامل معه بل بعض الكبار ايضا على ان ما يصدر عنه او ما يقال على شاشته هو حقيقة مسلمة، لذلك لا بد ان نركز في مدارسنا ومؤسساتنا التربوية وحتى عبر وسائل الاعلام على ان ما يصدر عن الاعلام ليس صحيحا بالضرورة ولا يجوز اخذه اخذ المسلمات(اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
7. التنبه الى مخاطر مشاهدة الاطفال لبرامج الكبار وخصوصا الاجنبية لانها بعيدة عن قيمنا واخلاقياتنا.
8. لا تتعامل مع التلفازبحسن نية:لا يجوز التعامل مع التلفزيون على انه جهاز ترفيه كما لايجوز التعامل مع البرامج المستوردة او حتى المحلية انها برامج ترفيه بل هي برامج غزو واغتصاب للذاكرة وتوجيه اجتماعي وتأثير نفسي قد لا تظهر مباشرة لكنها ستكّون المخزون المعرفي والثقافي لاطفالنا.
9. تنمية الحس النقدي للاطفال حتى لا يكونوا وعاءً للتلقي والانفعال.
10. يجب التأكيد الدائم على الثوابت الاجتماعية والاخلاقية والايمانية والعقائدية لدى ابناءنا من اجل تحصينهم نظرا لوجود الكثير من هذه المضامين مشوهة في الاعمال التلفزيونية او ربما تفهم على غير معناها.
11. اجعل فترة مشاهدة التلفزيون فترة خاصة: والامتناع عن تخصيص تلفزيون خاص للطفل في غرفته.
12. أطفئ التلفزيون وشجعهم على التواصل: يجب على الاهل اغلاق التلفاز في اوقات محددة والجلوس كأسرة للتحاور والنقاش بالقضايا العائلية والقيام بعمليات تواصل وانشطة والاطلاع على احوال الافراد كما كانت الاسرة قبل عصر التلفزيون لما في ذلك من حميمية وتعرف على اوضاع الاسرة وافرادها.
13. كن مثلاً صالحاً: يجب على الاهل التنبه ان الطفل كآلة تسجيل يضبط حركاتهم وتصرفاتهم في وقت مبكر ويقوم بتقليدها باعتبارهم قدوة له، من هنا فان مشاهدة الاهل للبرامج غير المناسبة او الاستغراق في المشاهدة التلفزيونية لاوقات طويلة ستكون لها نتائج سلبية على الابناء ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ ( لا تنهى عن خلق وتأتي بمثله) .
14. عطلة نهاية الأسبوع خالية من التلفزيون: ولتكن مع الامكان خارج جدران المنزل وتكون ركيزتها الحركة الجسدية والذهنية معاً مثل : الرسم ، واللعب العام ، أو زيارة الأهل والأقارب.
15. استمتع بالقراءة: لا تجعل بيتك خالٍ من الكتاب ومارس فعل القراءة امامهم ومعهم.
16. هذه التوصيات هي ثمرة دراسات علمية واكاديمية اجريت في اوروبا وامريكا والعالم العربي وكانت متطابقة الى حدٍ بعيد وهي تنسجم بجوهرها مع حرص الاسلام على الانسان عموماً وعلى الابناء والاطفال خصوصاً.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
اهم المصادر والمراجع
1- القران الكريم.
2- نهج البلاغة – الامام علي (ع) شرح محمد عبده- دار الذخائر قم ايران.
3- الحدائق الناضرة/المحقق البحراني-مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجامعة المدرسين بقم-ايران.
4- اطفالنا والقنوات الفضائية/نهى عاطف العبد-دار الفكر العربي2005م.
5- وسائل الاعلام والطفولة/د.باسم حوامدة-د.احمد رشيد القادري-د. شاهر ديب ابو شريخ. دار جرير-الاردن ط1 2006م.
6- التلفزيون والاطفال/ د.اديب خضور- دمشق 2003م.
7- اثر وساءل الاعلام على تعليم الاطفال وتثقيفهم/د.عبد الفتاح ابو معال- دار الشروق الاردن 2006م.
8- ورقة عمل مقدمة لورشة عمل حول تنمية المعارف لدى الطفل في مهرجان تونس العربي للاذاعة التلفزيون المنعقد بتاريخ 20 ايلول 2005م – تحت اسم البرامج الموجهة للاطفال (محاولة نقدية) للدكتور هاني مبابك فلسطين.
9- ورقة عمل تحت عنوان: تنمية معارف الطفل بين المدرسة والتلفزيون/ للدكتورة فادية حطيط الامين –لبنان / مقدمة في ورشة العمل السابقة.
10- ورقة عمل تحت عنوان: دور الاسرة والتلفزيون في تنمية معارف الطفل تكامل ام تنافر؟! للدكتورة فاطمة محمد يوسف- مصر/ مقدمة لنفس الجهة السابقة.
11- ورقة عمل تحت عنوان: البرامج العربية الموجهة الى الاطفال، للدكتور منصف العياري/تونس. مقدمة لنفس الجهة السابقة.
مدير مديرية الراقبة الشرعية بتلفزيون المنار الشيخ خضر الديراني
آخر تحديث : 2024-04-29
تعليقات