الأسرة، لقاء مطوّل مع سماحة الإمام الخامنئي
إنّ المكانة التي يتمتع بها سماحة الإمام الخامنئي واجدة لشأنين هما الحاكميّة على أمور البلاد والحاكميّة على القلوب والنفوس. وعادة ما يجري الاهتمام بالشأن الأوّل الذي ينبري لحلّ العقد المنبثقة عن الأمور الجارية، التي تحول دون وصول النظام إلى طريق مسدود. لكنّه بصفته عالمًا ومفكّرًا إسلاميًّا وقف علمه على التربية وإيصال الناس إلى السعادة، له شأن آخر هو هداية القلوب، والحاكميّة عليها وجذب الأنفس نحو الكمال وإيجاد الجوّ المناسب لنموّ الفضائل الإنسانيّة في المجتمع، والأبوّة لكلّ فرد من أبناء هذا البلد. فهو الأب القلق من مشاكل أبنائه وهمومهم وآلامهم. إنّ المشاكل الثقافيّة اليوم تحتاج إلى طبيب حاذق يفتّش عن المرضى والضعفاء. وهذا الطبيب الحاذق موجود اليوم، ونحن علينا أن نساعده على الدوران بطبّه. إحدى الهواجس المهمّة لدى القائد، هي هواجسه فيما يتعلّق بطريقة حياة الناس التي عبّر عنها بـنمط الحياة وشرّح مسائلها مرحلة مرحلة. والعنوان الأوّل الذي طرحه تبعًا لبحث نمط الحياة هو موضوع الأسرة. هذه الهواجس الأساسيّة حتّمت على مركز صهبا أن یعدّ شيئًا في هذا المجال من كلمات القائد المعظّم، يلبّي احتياجات المراحل المختلفة لحياة الأسرة. فبدأ التحقيق وتجميع الموادّ. وكانت المواضيع لافتة وجذّابة من ناحيتين: الأولى: كيفيّة نظرته للمرأة ودورها في الأسرة. والثانية: تقديم النموذج الجامع للأسرة الإسلاميّة إلى المجتمعات البشريّة. واجهتنا بين المستندات ظاهرة جذابة واستثنائيّة هي إلقاء خطبة في جلسات عقد القران (الزواج) من قبل القائد. وكان يسود هذه الجلسات جوّ حميميّ جدًّا، وهذا يشير إلى محبّته لزواج الشباب. يقول السيّد القائد في جلسة أسئلة وأجوبة له مع الطلبة الجامعيّين في جامعة شيراز، حين كان رئيسًا للجمهوريّة: إنّني في طهران أجري كلّ أسبوع عقد قران لأحدهم. إحدى الأعمال التي حافظت عليها وتعتبر من المهام والمراسم التي يقوم بها علماء الدين. إنّني أحبّ القيام بهذا الأمر . حتمًا اتّخذت هذه الجلسات في فترة القيادة المفعمة بالبركة مسارًا انحداريًّا، ولكنّ هذه السُّنّة الحسنة لا زالت مستمرّة. يأخذ السيّد القائد الوكالة من العروس ويأخذ عالم دين آخر الوكالة من العريس. لكنّه قبل تلاوة صيغة العقد، يخصّص عدّة دقائق للحديث إلى الأسر والأزواج الشباب، ببيان عذب، جذّاب، سلس ومفهوم، فتحكي البسمات المرتسمة على شفاه الحاضرين عن وقعه في قلوبهم وتقبّلهم له. إنّه يدرك جيّدًا احتياجات الإنسان في العصر الراهن، ذلك أنّ الارتباط الوثيق بالناس وجسم المجتمع، يؤدّي إلى الوعي الكامل بموقعيّة الأسر اليوم، والمعرفة بالمشاكل، وتقديم الخطط الكاملة والمتناسبة وشرائط العصر وظروفه.
- الفئة: كتب معرّبة
- الكاتب: صهبا
- تاريخ النشر: 2018-01-01