الى الاعلى
  • إذا قعد أحدكم في منزله فليُرخِ عليه ستره، فإنّ الله تعالى قسم الحياء كما قسم الرزق"النبي عيسى(ع)"

كتاب "من قتل الأسرة الأمريكية"



إعداد: الشيخ د. باقر كجك



"من قتل الأسرة الأمريكية" كتاب اجتماعي مهم يصف المأساة التي تحدث في أمريكا اليوم وهي تفكك الأسرة الأمريكية النواتية. تؤكد الكاتبة ، فيليس شلافلي ، أن هذه هي مشكلة أمريكا الرئيسية. وتلقي في كتابها باللوم على مزيج النسويات والمحاكم ووسائل الإعلام والمدارس في هذا الفشل. 


ويعتبر كتاب "من قتل الأسرة  الأميركية" للكاتبة الأميركية فيليس شلافلي، آخر الكتب التي توجت به الكاتبة مسيرتها النضالية العريقة في قبال التيارات النسوية والعديد من الجهات والعوامل التي أدت إلى خراب الأسرة الأميركية.


إن المعضلة التي واجهت المجتمع الأميركي منذ عقود طويلة، تتجلى في الموت والذوبان التدريجي لكيان الأسرة النواتية المؤلفة من أب وأم وأطفالهما، والتي تشكل عماد المجتمع والثقافة الأميريكة –بل أي ثقافة وأمة-. لقد قامت شلافلي في الكتاب بسرد مجموعة واسعة من القضايا والمحطات التاريخية والبنيوية والإجراءات الكثيرة التي تعرضت لها الأسرة، من قبل التيارات النسوية والتشريعات القانونية وسطوة الإعلام والمحاكم والمحامين وتيار المثلية الجنسية. لقد مارست "محاكم الأسرة" التدخل الحاسم ضد "مساحة الأب في الأسرة" بحيث أنها جعلت الآباء غير ضروريين ، لا صلة لهم بأسرتهم، كي يتم استبدالهم والتمييز ضدهم من خلال البرامج الحكومية والأموال الحكومية. 


كما أنه بدأ خبراء التربية والخبراء النفسيين وكذلك في الطب النفسي في التقليل من أهمية الثالوث الأسري المقدس، والذهاب سريعا في حلّه أمام أي احتمال يطرأ على الحياة الأسرية من المشاكل والتحديات.


كما أن الطب يرفض تحديد اضطرابات الجسم لدى المثليين من خلال التعريف طويل الأمد للمرض: "الأداء غير الطبيعي المستمر لجزء من الجسم"، كي يعطي الشرعية لأي عملية تقنينية تسهل تفكيك الاسر التقليدية، وإنشاء الأسر المثلية.


كما أن الكاتبة، تقوم، وعلى طول مساحة الكتاب، بالتفنيد الكافي والتفصيلي للتدخل والسطوة الكبيرة التي تملكها المحاكم العائلية والمحامين وجيش الخبراء الملحق بها، على الأسرة، بحيث أنها أدت إلى إحكام القبضة على الحياة الأسرية، فضلا عن إقصاء الدور التقليدي للأب، وحصره في أدوار محددة بشكل قاسٍ، أدت إلى التشكيك الدائم بضرورة وجود الأب، فضلا عن التشريعات والقوننة المتحيزة لصالحة الأمهات العازبات.


لقد قلل دعاة حقوق المرأة من أهمية الرجل في المجتمع. إن حجتهم بأن المرأة يجب أن تتابع مهن وليس الأمومة جعلت العديد من النساء ينجحن في الأعمال التجارية ولكنهن غير راضيات عندما يكبرن على الإنجاب. وغريبًا كما يبدو ، تبحث معظم النساء عن رجل يكسب مالًا أكثر مما يفعلون.


عندما أصبحت المرأة أكثر نجاحًا ، وجدت صعوبة في العثور على الرجل المناسب. لهذا السبب اكتشفت دراسة عن السعادة أن أكثر من نصف النساء الأمريكيات غير سعداء. بالإضافة إلى ذلك ، ولسوء الحظ ، تبنت النسويات قضية الأمهات بالضغط على السياسيين لإصدار قوانين غير مواتية للرجال في قضايا الطلاق. ما حدث الآن هو أنه يمكن للقاضي أن يتخذ قرارًا بشأن الأطفال، كان يتم اتخاذه من قبل الوالدين فقط. وما يحدث غالبًا هو أن على الرجل أن يدفع نفقة الأبناء وزوجته السابقة في نفس الوقت الذي يفقد فيه حقوق أطفاله.

 

أنتجت وسائل الإعلام ستيريوتايب تظهر عدم كفاءة الرجال. وتحتوي الكوميديا الرومانسية عمومًا على امرأة جذابة وذكية للغاية مع صديقها الفاشل. لقد دقعت هذه الاجراءات إلى أن العديد الرجال باتوا يشعرون بأنهم ملزمون بأن يكونوا معيل الأسرة وتحول العديد من الأولاد إلى ممارسة ألعاب الفيديو التي تعلمهم كيف يكونون قتلة وساديين ومقطعين. 


تتمثل حلول شلافلي في إلغاء معيار "المصلحة الفضلى للطفل" التي تتحجج بها المحاكم. وهي تعتقد أن القانون يجب أن يطلب من الوالدين فقط توفير الرعاية المناسبة. بالإضافة إلى ذلك ، يجب تخفيض مدفوعات إعالة الطفل إذا فقد الرجل وظيفته ، أو دخل المستشفى ، أو أرسل إلى السجن أو أرسل إلى الخارج مع الجيش. وإخراج الحكومة من حالات الطلاق وحضانة الأطفال .


تعتبر شلافلي العائلات الأمريكية أنها هي العمود الفقري للأمة الأميركية وأن الأسرة الأمريكية هي المؤسسة الأساسية التي زودت الآباء المؤسسين بالدعم العاطفي والشجاعة الدافعة لمواجهة الحكومة الاستبدادية التي كانت تهدد وجودهم. وتؤكد شلافلي على أن الأسرة الأمريكية في المائة عام الماضية ، تعرضت للهجوم ، والتحقير ، والسب ، والافتراء ، والسب من قبل كل جانب من جوانب المجتمع، بحيث أنه لا توجد عائلة في مأمن من تدخل فضولي رسمي.


يكشف كتاب من قتل الأسرة الأمريكية عن الهجوم المنسق على الأسرة النواتية الأمريكية من قبل العديد من القوى - النسويات ، والقضاة ، والمشرعين ، وعلماء النفس ، والمناطق التعليمية ، وأساتذة الجامعات ، والسياسيين الذين يقدمون الحوافز ويسعون للحصول على أصوات ، وأكثر - معارضة الأسرة النواتية الأمريكية التقليدية ، لكل منها سبب وجوده الخاص بالرغبة في إلغائه.

تشرح الناشطة المحافظة المخضرمة وزعيمة التيار الذي قاد مواجهة هزيمة تعديل الحقوق المتساوية بنجاح في السبعينيات شلافلي كيف أدت التغييرات في القانون وقرارات المحاكم والثقافة والتعليم والترفيه إلى تآكل المؤسسة التي كانت ذات يوم ثمينة. لا تكشف شلافلي عن الهجوم التكتيكي الذي نفذه اليسار فحسب ، بل إنها تقدم الأمل وخطة لوقف الحوافز المناهضة للزواج وكيفية استعادة الطبيعة المقدسة لوحدة الأسرة في الثقافة الأميريكة.


وفي الخلاصة، يتمتع الكتاب بأهمية عالية من حيث حيازته على موضوع هام بالنسبة لنا كمركز في تقديم دراسة أميركية عن المأزق الذي تعيشه الأسرة  الأميريكة منذ مائة عام، جراء تراكم الأسباب المتنوعة عليها، وهي ذاته الأسباب التي يتم الترويج لها على أنها حلول لبعض المشكلات التي تواجه "الأسرة " في مجتمعاتنا الاسلامية والعربية. ويتمتع هذا الكتاب، على ميزات هامة، منن حيث تناوله لمروحة واسعة من العناوين الحساسة، التي تقوم الكاتبة بنقدها –من وجهة نظر غربية- كالتيار النسوي، الطلاق، المحاكم، التيار الليبرالي، التيار المثلي، اتفاقيات دولية في موضوع المرأة والطفل والأسرة، دور المدارس والإعلام.. وغير ذلك..

 

ويتمتع الكتاب، بمزية تأكيده على ضرورة احترام الثقافة الأسرية الخاصة بالمجتمع، واحترام البعد الديني في الحفاظ على الأسرة والنسيج الاجتماعي، وكذلك على تأكيده على الدور الكبير الذي ينبغي ان يلعبه الأب في الحفاظ على الأسرة، وعلى تأكيد الكاتبة المهم على رفض العبث بتعريف الزواج ورفضها لإدخال عناصر أخرى غير الزوج والزوجة في مفهوم الأسرة والزواج، وغير ذلك من القضايا.


فضلاً، عن عدم قيام الكاتبة بتقديم حلول، أو تبريرات، لتعزيز الحرية الجنسية، والمثلية الجنسية، ورفض دور الدين، وغير ذلك من المحاذير التي نتحرز عادة عن الترويج لها في كتبنا.


وفي ما يلي، عرض سريع لفصول الكتاب وأهم العناوين الفرعية في الفصول:

 

المقدمة

 

الفصل الأول: الأسرة الأمريكية التي عرفناها مرة 

  •  نموذج الأب الصارم

  •  الأسرة النواتية

  •  الهجمات على الأسرة النواتية

  •  تسميات للزيجات الزائفة

  •  الأسرة في بلدان أخرى

 

 

الفصل الثاني: تنكر النسويات للأسرة

  •  تأثير الماركسية

  •  فجوة الزواج

  •  التقليل من قيمة الأب

  •  معارك رعاية اليوم

  •  مطالبة النسويات بالرعاية النهارية

  •  عقيدة الإجهاض

 

 

الفصل 3 : الحظر على الأسرة

  •  انفصال أحادي الجانب

  •  المحامون يهاجمون الزواج

  •  المحاكم توافق على النزعة الشرعية

  •  هجوم المثليين جنسي ا - تعديل الحقوق المتساوية

  •  قانون العنف ضد المرأة

  •  الهجوم الليبرالي على الزواج

  •  معاهدة الأمم المتحدة الخاصة بالمرأة

  •  معاهدة الأمم المتحدة بشأن حقوق الطفل

  •  معاهدة الأمم المتحدة بشأن الإعاقة

 

 

الفصل 4 : محاكم الأسرة تحكم الأسرة

  •  آراء القضاة تحل محل حقوق الوالدين

  •  محاكم الأسرة مقابل التعديل الأول

  •  خدمات حماية الأطفال

  •  "لعبة" الطلاق

  •  سجون المديونين

  •  رهاب الأسرة في محكمة الأسرة

  •  عداء محاكم الأسرة

 

 

الفصل الخامس: "حوافز" تقوض الأسرة

  •  إصلاح نظام الرعاية الاجتماعية

  •  الدولة الخفية للرفاهية

  •  سياسة ضريبة الدخل

  •  العالمية مقابل صناع المنزل

  •  عقوبة الزواج في الرعاية الصحية

  •  قروض الكلية وموانع الزواج

 

 

الفصل 6 : الخبراء يعيدون تعريف الأسرة

  •  الاضطرابات النفسية

  •  أساطير إعالة الطفل

  •  حراسة الأطفال

  •  نصيحة من الصحف

  •  العطف

  •  احترام الذات

  •  العلاج

  •  معالجة الأطفال

  •  حذار من الدراسات النسائية

  •  اطرد الخبراء

 

 

الفصل 7 : الثقافة تغلب على الأسرة

  •  تأثير المدارس الحكومية

  •  القضاة ضد أولياء الأمور

  •  التفكيك الذي مارسه الشيوعيون

  •  القضاة يغيرون قانون المواد الإباحية

  •  ماذا حدث للزواج؟

  •  دعنا نطمس الخطوط الجنسانية - أو نلغيها

  •  لماذا لا يكون النظام القائم على القرابة الأميّة؟

  •  تأثير التلفزيون

  •  حقوق الأطفال

  •  الحرب على الأولاد

  •  الحرب على خريجي الجامعة

  •  لماذا المرأة غير سعيدة؟

  •  تكلفة النسوية على الرجال

  •  تكلفة النسوية على النساء

  •  الواقع الاجتماعي الجديد

 

 

الفصل 8 : طريق العودة إلى البيت

  •  وقف الحوافز التي تمنع الزواج

  •  استعادة حقوق الوالدين

  •  إصلاح "دعم الطفل"

  •  النسويات ما زلن يتذمرن

  •  جعل الأسرة مسؤولة

  •  الزواج هو الوحدة الأساسية

  •  رفض "تلك المحكمة المتسلطة"

 

 

 

 

أضيف بتاريخ :2022/11/28 - آخر تحديث : 2022/11/28 - عدد قراءات المقال : 1881