الى الاعلى
  • إذا قعد أحدكم في منزله فليُرخِ عليه ستره، فإنّ الله تعالى قسم الحياء كما قسم الرزق"النبي عيسى(ع)"

تاثير المعلمين ذوي الذكاء الاجتماعي والعاطفي العالي على التحصيل الأكاديمي



تاثير المعلمين ذوي الذكاء الاجتماعي والعاطفي العالي والمنخفض

على التحصيل الأكاديمي لطلاب المرحلة الثانوية


(ملخص دراسة - Thesis Abstract)


إعداد: فاطمه حسينتو ديلكادو رزق


مقدمه
منذ العقود الماضية وحتى عصرنا الحاضر، كانت وما زالت محاولات التعديل والتحسين للاستراتيجيات ومنهجيات التدريس في التعليم الرسمي في الثانوية العامة في بلدات البقاع الغربي في شرق لبنان قائمه من اجل رفع المستوى التحصيلي المتدني للطلاب ولسوء الحظ بائت المحاولات بالفشل، الى ان توصلت دراسات أكاديمية متنوعة إلى استنتاج مفاده أن الطلاب الذين يفتقر معلميهم إلى الذكاء الاجتماعي والعاطفي يظهرون مستويات منخفضة من السلوك أثناء أداء التحصيل الأكاديمي.


أُجريت هذه الدراسة في لبنان، في مدارس الثانوية العامة في بلدتيّ مشغره وسحمر في البقاع الغربي، للتحقق من إمكانية تطبيق هذه الفرضية وفعاليتها في رفع المستوى الأكاديمي لهؤلاء الطلاب. فكان الهدف من هذ البحث تصميم دراسة تستكشف مدى تأثير مستوى الذكاء الاجتماعي والعاطفي لدى معلمي المرحلة الثانوية في مشغره وسحمر على التحصيل الدراسي لطلابهم. تم استهداف المعلمين ذوي الذكاء الاجتماعي والعاطفي المرتفع والمنخفض فقط.


 تناولت الدراسة ثلاث أسئلة بحثية. تضمنت هذه الأسئلة:

  • أولاَ: الاستفسار عن مستويات المعلمين في الذكاء العاطفي والاجتماعي؛

  • ثانياً: العلاقة بين درجات التقييم للمعلمين ودرجات الطلاب في المواد المحددة؛

  • ثالثاً: العلاقة بين درجات تقييم الذكاء العاطفي والاجتماعي للمعلمين ودرجات الطلاب في المواد المحددة.

 

 كانت الفرضية لهذه الدراسة كما يلي: كلما كان المدرِّسون أكثر حنانًا وذوي سلوك اجتماعي مرتفع أكثر مع الطلاب، كلما زاد حماس الطلاب للتعلم والاستمتاع بحياتهم المدرسية؛ وبالتالي تحقيق نجاح أكاديمي أفضل؛ والعكس صحيح مع المعلمين ذوي الذكاء الاجتماعي والعاطفي المنخفض.


ركزت الدراسة على تقييم مستويات الذكاء الاجتماعي والعاطفي للمعلمين من منظورين: منظور المعلمين ومنظور الطلاب؛ كما ألقى الضوء على العلاقة المتبادلة بين التقييمين ومحاولة التحقيق في العلاقة بين المعلمين ذوي درجات الذكاء الاجتماعي والعاطفي المرتفعة والمنخفضة ودرجات الطلاب في المواد التي يتم تدريسها.

 

الإطار النظري 

اتبعت هذه الدراسة إطار عمل SEI Bar-On ومقياس EQ-i والمنهج الوصفي المختلط الذي يعمل على تطوير التكامل المنهجي أو "خلط" البيانات الكمية والنوعية ضمن تحقيق واحد؛ أي أنه يشتمل على قسمين: كمي ونوعي. استخدم في هذه الدراسة نموذج التصميم المثلث المتوازي. اقتصر التحليل الكمي للبيانات على استخدام التقنيات الإحصائية المناسبة للمتغيرات، والتحليل النوعي للبيانات باستخدام مناهج التحليل النوعي المناسبة للبيانات وأسئلة البحث. تم إجراء التحليلين بشكل مستقل عن بعضهما البعض بحيث وفر معلومات حول الظاهرة من خلال ربط أو دمج النتائج من التحليل الكمي ومن التحليل النوعي (Graff، 2016). استخدم الباحث أسلوب أخذ العينات الذي تم من خلاله اختيار أربع مدارس ثانوية لبنانية حكومية. العينة ضمت 111 معلمًا و711 طالبًا من هذه المدارس ملأوا استبيانات، ثم تم تحليل بياناتهم باستخدام برنامج الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS) الإصدار 23.


الادوات
في هذه الدراسة، استرشد الباحث: 
بأسئلة استبيان الطالب واستبيانات التقييم الذاتي للمعلمين، نموذج الملاحظة الصفية، واستمارة المقابلة الوصفية السلوكية الهيكلية لجمع البيانات.


الإطار العملي /المسار
قام المعلمون بتعبئة استبيانات المعلمين (التقييم الذاتي) عبر الموقع الالكتروني؛ كذلك قام الطلاب بتعبئة أسئلة استبيان تقيم المعلم في المواد كلها; بعد ذلك قام الباحث باختيار المعلمين ذوي الذكاء العاطفي الاجتماعي المرتفع والمنخفض وفقًا لنتائجهم. ثم قام الباحث بأخذ الملاحظات الصفية ; واخيراً تمت المقابلات لتثبيت او دحض نتائج الاستبيانات. بالنسبة للبيانات النوعية، تم وضع الملاحظات وتحليلها. اما بالنسبة للبيانات الكمية، سواء بالنسبة للطالب-المعلم أو استبيانات التقييم الذاتي للمعلم، تم تحليل جميع التحليلات الإحصائية بواسطة برنامج SPSS (الإصدار 23.0 SPSS Inc.).


النتائج
اما بالنسبة للسؤال الأول في الدراسة، عن مستويات الذكاء العاطفي الاجتماعي للمعلمين في المدارس الثانوية الحكومية اللبنانية،
أظهرت النتائج أن مستويات المعلمين اختلفت بين عالية، كافية، متوسطة ومنخفضة (65٪ من المعلمين لديهم الذكاء العاطفي الاجتماعي مناسب، 5٪ منهم لديهم الذكاء العاطفي الاجتماعي منخفض، 20٪ لديهم متوسط و10٪ لديهم الذكاء العاطفي الاجتماعي مرتفع).

اما بالنسبة للسؤال الثاني في الدراسة، العلاقة بين درجات التقييم الذاتي لـ الذكاء العاطفي الاجتماعي للمعلمين ونتائج تقييم الذكاء العاطفي الاجتماعي للطلاب لمعلميهم، أظهرت أن جميع التقييمات الذاتية للمعلمين المختارين في المواد التي يدﱠرسونها كانت أعلى بكثير من درجات تقييم الطالب والمعلم.

اما بالنسبة للسؤال 3، عن الارتباط الموجود بين درجات تقييم المعلمين في الذكاء العاطفي الاجتماعي ودرجات الطلاب في المواد التي يتم تدريسها، فأظهرت النتائج أن هناك علاقة ارتباط بين درجات الطلاب ودرجات تقييمهم لمعلميهم، تراوحت بين 12.5٪ ضعيف و 62.5% إيجابي، و 25% قوي.


التوصيات
كانت هناك بعض التوصيات في هذه الدراسة. ويجدر بالذكر ان هذه التوصيات تصب في ان يقوم وزراء التعليم، إدارات المدارس العامة و صانعي السياسات والقرارات بتدريب المعلمين الذين يعانون من ضعف في الذكاء العاطفي والاجتماعي في التغلب على هذه الفجوة أو العيب وهذا يكون عبر اكتساب المعلمين مهارات الذكاء العاطفي والاجتماعي ، فيتم ذلك بتضمين مهارات الذكاء العاطفي والاجتماعي في الدروس و المناهج الأساسية؛ هذا البرنامج  يجب أن يجمع بين التطوير المهني الشامل للمعلمين مع منهج الذكاء العاطفي والاجتماعي القائم وبناء المهارات لطلاب المرحلة الثانوية. كذلك، يجب أن يتم إقران المعلمين بمدرب معتمد يلتقون به بشكل دائم على مدار العام. أيضاً يجب على المدرسين الذين كانت درجاتهم في الذكاء العاطفي الاجتماعي ضعيف مع درجات طلابهم على دراية بأن النتائج والمهارات والكفاءات المدرجة في الذكاء العاطفي والاجتماعي أساسية لأداء أكاديمي أفضل، وبالتالي يجب على هؤلاء المعلمين العمل على تحسين مهاراتهم في الذكاء العاطفي الاجتماعي بأي وسيلة ممكنه.

أضيف بتاريخ :2021/05/01 - آخر تحديث : 2022/11/24 - عدد قراءات المقال : 2245