مرت العمليات التربوية في أميركا بمراحل مختلفة لا سيما في القرن العشرين، مستفيدة من طفرة التقدم التعليمية والتكنولوجية، والعلوم التجريبية بشتى أقسامها وفروعها على الحياة الإنسانية. ولا يعني ذلك أن ما أنجز في أميركا قد قدم للعالم لكي يستفاد منه بل كان الهدف دائماً الريادة والتفوق على الآخرين. ففي مطلع القرن العشرين تقولبت العمليات التربوية في أميركا بقالب الفلسفة البراجماتية النفعية ولكن حصل تطور مفاجئ عام 1957 عندما أرسل الإتحاد السوفياتي أول قمر صناعي الى الفضاء، مما أوجب على أميركا أن تعيد النظر في كل مناهجها التعليمية. هناك تحول آخر حدث في الولايات المتحدة جاء نتيجة هذا التقرير "أمة في خطر" والذي قام به مجموعة من المتخصصين التربويين وغيرهم وعلى رأسهم ديفيد غاردنر في عام 1983. وبعد هذا التقرير رسالة مفتوحة الى الشعب الأميركي وهو موجه أيضاً الى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ووزير التربية. ولا نغفل بأن التقرير قدم في زمن كانت أميركا في مرحلة متقدمة عن باقي الدول في العمليات التعليمية وفي أوجها. كما نشير الى أن هذه الوثيقة قد تم ترجمتها في كتاب صادر عن "المركز العربي للبحوث التربوية" في الكويت للدكتور يوسف عبد المعطي. وإيماناً منا بضرورة الإستفادة من تجارب الآخرين، وإنطلاقاً من أهداف مركزنا، قمنا بترجمته مع بعض ملحقاته، لتكون هذه الوثيقة مورد إستفادة في المؤسسات التعليمية على الرغم من كونه تقريراً قديماً، تقديراً منا بتسليط الضوء على أبرز المشاكل التعليمية التي تواجهنا في الوقت الحالي، وأهمية المؤسسات الأخرى من إعلامية وإجتماعية وغيرها لما لها دور في رفع مستوى البلاد تعليمياً وتربوياً.
| إصدار: 23-04-2015 |
| 1 طبعة/طبعات |
| الفهرس |
