الى الاعلى
  • من كان له أنثى، فلم يبدها ولم يُهِنْها، ولم يُؤْثِّر ولده عليها أدخله الله الجنّة"النبي الأكرم(ص)"

نحو نمط جديد لإدارة المدارس والثانويات الرسميّة في لبنان


 دراسة ميدانية : نحو نمط جديد لإدارة المدارس والثانويات الرسميّة في لبنان 
 
 
 الكاتب : د.يوسف كنعان*
 
 تواجه الإدارة المدرسية وكذلك المعلّمون والطلاّب والمجتمع المحلّي، تحديات يومية متجددة وسط عالم متغيّر باستمرار، وهذا التغيير يؤدي إلى تدنٍ في مستوى التحصيل الدراسي عند الطلاب وإلى مشاكل متعدّدة، على مختلف المستويات والمجالات التربوية، والاجتماعيّة، والثقافيّة والاقتصاديّة، إذا كان من دون مواكبة فاعلة من الإدارة المدرسية بنمط قيادي مناسب. فالأنّماط هذه تحتلّ موقعاً متقدماً فى تحديد مدى نجاح أو فشل المؤسسات التربوية بوجه عام، والمدارس الرسميّة بوجه خاص. 
 
  لذا فقد هدفت الدراسة الميدانية التي أعدها كنعان ، إلى التعرّف على مدى تأثير الأنماط القيادية التي يعتمدها مدراء المدارس والثانويات الرسميّة في قضاء بعبدا على الأداء والرضا الوظيفي للمعلمين والأساتذة، وتم اختيار عيّنة عشوائية مكوَّنة من (2745) مديرًا وناظرًا ومشرفًا وتلميذًا في 67)) مدرسة وثانوية رسميّة، ووضع الباحث ثلاثة أنواع من الاستبيانات كأدوات لجمع المعلومات.
 
وخلُصت الدراسة إلى نتائج عدة منها: لدى استبيان رأي المعلّمين والأساتذة عن واقع تأثرهم بالنّمط القيادي لمدرائهم ومدى إنعكاسه على درجة رضاهم الوظيفيّ، تبين أنهم يتأثرون بشكل كامل بنمط قيادة مديرهم للمدرسة أو الثانوية ما يؤثر على رضاهم الوظيفي أو عدمه. وعن مقارنة مستوى الرضا الوظيفيّ بين معلّمي وأساتذة المرحلتين التعليميّتين الأساسي والثانوي، ظهر وجود تباين بينهم، خاصة على مستوى التطوير والترقية وعدالّة التقديمات التي يحصلون عليها لقاء عملهم. وبالتدقيق في سنوات خبرة المعلّمين والأساتذة لم يظهر لها أي تأثير في تحديد مستوى رضاهم الوظيفيّ، الذي جاء مستواه مرتفعاً بشكل عام لدى المعلّمين بحسب أرائهم.
 
  ولدى استطلاع كنعان لآراء المدراء والنظار عن الأداء الإداري لزملائهم المعلمين والأساتذة، تبين وجود تشابه في هذه الآراء، وكذلك جاءت نتائج آراء المدراء والمشرفين والطلاّب مع تقييمهم للأداء التعليميّ للمعلّمين والأساتذة. في المقابل جاء تقييم الأداء الإداري للمعلّمين والأساتذة لصالح معلّمي التعليم الأساسي، مقارنة مع أساتذة التعليم الثانوي، وتكررت النتيجة مع جميع عناصر الأداء التعليميّ للمعلّمين والأساتذة، باستثناء عنصر القدرات المعرفية والتحليلية للمعلّم والأستاذ؛ التي جاءت لصالح أساتذة التعليم الثانوي، وأظهرت نتائج الدراسة تقييم أداء مرتفع للمعلّمينَ والأساتذة في القضاء من وجهة نظر زملائهم.
 
  واخُتتمت الدراسة بمجموعة من التوصيات، أهمّها الدعوة لاعتماد أنموذج قيادي جديد أطلق عليه الباحث اسم "القيادة المدرسيّة الإقناعيّة" القائمة على الإقناع والأخلاق والقيم، إلى جانب استحداث جهاز إرشاد قياديٍّ وإداريٍّ في وزارة التربية؛ لضمان جـودة العمـل القياديّ فـي المدارس والثانويات الرسميّة، ووضع نظام تقييم آليِّ للعاملين في الحقل التربوي الرسمي في لبنان: من مدراء ونظار ومعلّمين وأساتذة، إلى مسار وظيفي خاص بهم،  ونصحت بدراسة واقع الهيكلّيات التنظيميّة والإداريّة وآليات اتّخاذ القرارات في وزارة التربية، وتأثيراتها على السلوك القيادي لمدراء المدارس والثانويات الرسميّة.
 
...............................................................................................................................

د. يوسف كنعان رئيس "تجمع المعلمين في لبنان"، أعد هذه الدراسةالميدانية الذي نال على أثرها شهادة الدكتوراه في التربية من المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية وبدرجة جيد جدًا.

 

أضيف بتاريخ :2018/04/02 - آخر تحديث : 2022/11/22 - عدد قراءات المقال : 15002

الكلمات المفتاحية : دراسة مدارس ثانويات