الى الاعلى
  • النظـــرة للمعلّــــم ينبــــغي أن تكون نظرة تجليل وتكريم "الامام الخامنئي"

التنمية الإدارية الذاتية وعلاقتها بالإبداع الإداري


 
عنوان الرسالة : التنمية الإدارية الذاتية وعلاقتها بالإبداع الإداري
 
هدفت الدراسة التي أجراها الباحث عصام المستراح عن التنمية الإدارية الذاتية وعلاقتها بالإبداع الإداري لدى الكادر التعليمي في مدارس المصطفى (ص) في بيروت إلى تسليط الضوء على مفهوم نادر الطبيق وهو التنمية الذاتية انطلاقاً من إحدى فلسفات أفلاطون التي يقول فيها أنّ قيام الإنسان على تربيته لذاته يعد أفضل بكثير من قيام الآخرين على تربيته، وذلك أنّه يربي نفسه حسب قناعاته الإيجابية التي يرى فيها السلامة، ليدعم هذا القول الخبير الأمريكي جيم رون بقوله: "إذا بذلت مجهوداً أكبر في عملك فسوف تحقق معيشة حسنة وأما إذا بذلت مجهوداً أكبر على تطويرك الذاتي فسوف تحقق ثروة"، وكذلك تناول الباحث مفهوم التنمية الإدارية الذاتية وعلاقته ببعض المفاهيم الإبداعية ذات الصلة وتحديد طبيعة فهم العاملين في القطاع التعليمي للتنمية وللنشاط التدريبي الذاتي في لبنان ودراسة وتحليل اتجاهات الطاقم التعليمي (المديرين والمشرفين والمعلمين) في المدرسة نحو التعلم والتدريب الذاتيين وعلاقته بالتدريب التقليدي ومدى اقتناعهم بجدوى هذا النوع من التنمية الذاتية وكيفية الإستفادة منه في تعزيز مهاراتهم الإدارية وصولاً إلى الإبداع، أيضاً التعرف على مقومات ومعوقات تطبيق التنمية الإدارية الذاتية، وأخيراً تقديم عدد من التوصيات التي يمكن من خلالها الإستفادة من أبرز مفردات التنمية الإدارية الذاتية (التعلم والتدريب الذاتي) في تنمية المهارات الإدارية بغية الإبداع لدى القطاع التعليمي في لبنان بشكل عام.
ﺘﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ التركيز ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ كل ﺩﺭﺍﺴﺔ، لكن أغلبها كان هدفه الأداء، بدءاً بعنوان التطوير الذاتي من خلال التدريب عن بُعد إلى تنمية المهارات، لكن دون أن تصل جميعها إلى حد الربط بين هذين المتغيرين - تنمية الذات والإبداع - ﻤﻤﺎ أتاح ﺍﻟﺒﺎﺏ للباحث ﻟﺴﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺜﻐﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺜﻴﺔ، ﻭﺍﻹﺴﻬﺎﻡ ﻓﻲ إثراء ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﻲ ﻓﻲ هذا الموضوع دون البُعد عن الهدف منها وهو احتراف الأداء.
اختار الباحث مدارس المصطفى (ص) في بيروت لإجراء الدراسة وقد افترض أن هناك علاقة إيجابية بين التنمية الإدارية الذاتية والإبداع الإداري في القطاع التعليمي في هذه المدارس وأن هناك ارتباط إيجابي لعناصر التنمية الإدارية الذاتية بعناصر الإبداع الإداري، ومن أجل الوصول إلى إجابات واضحة ﻋﻠﻰ الأسئلة المطروحة واختيار مدى صحة أو خطأ الفرضيات، ارتأى الباحث أن يستخدم المنهج الوصفي التحليلي من أﺟﻞ الإلمام بكل جوانب الموضوع، كما قام بتوزيع استبيان ﻋﻠﻰ هيئة التدريس أو الكادر التعليمي في مدارس المصطفى (ص) ثم تحليلها عبر آلية spss بالإضافة إلى الإعتماد على بعض الأسئلة المفتوحة من أجل استكشاف مدى فهم أفراد العينة لمعاني التنمية الإدارية الذاتية والإبداع الإداري. 
 
ختاماً وﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁﺔ بعناصر التنمية الإدارية الذاتية تتوفر من وجهة نظر أفراد العينة هذه العناصر لديهم بنسبة تتفاوت بين (68.42% و 89.4%)، في حين تتوفر لديهم عناصر الإبداع (أصالة – طلاقة – حساسية المشكلات – مرونة – تركيز الإنتباه – قبول المخاطرة ولو بنسبة أقل- قدرة التحليل والربط – التجدد – التواصل) بنسبة تتراوح بين (79% - 96%)، وبالتالي فإن التحدي الأبرز الذي يواجه الكادر التربوي هو كيفية انعكاس هذه التنمية الإدارية الذاتية على شخصيته التي تساعده - بحال استثمارها- ليصبح القائد التربوي ذو القدرة والكفاءة في نظر طلابه، لكن إذا قمنا بربط المتغيرات في هذا البحث يتضح أن العلاقة بين عناصرها ضعيفة حتى أن العلاقة الإجمالية بين هذين المتغيرين ضعيفة رغم توافر عناصر المتغيرين من وجهة نظر الكادر التعليمي بدرجة كبيرة كل على حدا، إلا أنه لا انعكاس قوي لأحدهما على الآخر. 
وقد حاول الباحث معرفة سبب هذا الضعف، ومرده :
- غياب التنمية الإدارية الذاتية الممنهجة لدى أفراد الشريحة المستهدفة وبالتالي ضعف انعكاسها على الإبداع الإداري لديهم
- المناهج التعليمية السائدة في لبنان والتي ترتكز بشكل أساسي على الأسلوب التلقيني وليس الأسلوب البحثي أو التفاعلي بشكل قوي مما يؤطر حركة الكادر التعليمي في إطار البيئة التربوية السائدة ولا يجعل له هامشاً من الحرية في نقل المعرفة وبالتالي إطلاق العنان للإبداع   
- ضعف التجدد وهو أحد العناصر الرئيسة للإبداع، إذ أن 65% من عينة الدراسة لديهم سنوات خبرة تعليمية تفوق العشر سنوات وأعمارهم تفوق 35 عاماً نسبتهم 54.4% ، و33.33% من العينة تراوحت ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻡ بين " 27 -35 ﺴﻨﺔ" في حين أن 5.2% فقط من عينة الدراسة بلغت أعمارهم أقل من 27 عاماً وسنوات الخبرة لديهم أقل من أربعة، وبالتالي فإن الإستفادة من حيوية الشباب الراشد في مسار التنمية الإدارية الذاتية ضئيلة مقابل الأعمار الأقرب إلى الأعمار الهرمة التي تسير معها التنمية الذاتية أيضاً بشكل عكسي وليس طردي، عكس الإبداع، وهذا ما يجعل هؤلاء الأفراد ربما غير متحمسين للتنمية الإدارية الذاتية في ظل استراتيجية الثبات السائدة إجمالاً في القطاع التعليمي في لبنان وبالتالي ضعف تأثيرها على إبداعهم.
لاستدامة التنمية الإدارية الذاتية يرى الجزء الأكبر من الكادر التعليمي (89.4%) ضرورة ممارسة التعلم الذاتي من خلال مواد تعليمية مطبوعة أو مسموعة أو مرئية وأن يكون هذا التعلم (68.5%) بالحاسب الآلي عبر البرامج المتخصصة لإرشاد المتعلم والإجابة على أسئلته، وكذلك ضروة أن يرتبط التدريب الذاتي بعد التعلم ببرامج وسياسات التدريب المعمول بها في المؤسسة (87.7%) وأن يكون هذا النوع من التدريب ممنهجاً ويعتمد على معايير محددة ومواد تدريبية سابقة بما يساهم في إتاحة الوقت للإبتكار والإبداع وتنمية المهارات..
أما أبرز التوصيات التي خرج بها فهي:
-إنشاء إدارة حاضنة للتنمية الإدارية الذاتية تكون مسؤولة عن دعم الكادر التعليمي وتنمية مهاراته وعدم الإكتفاء بالتدريب التقليدي التلقيني أو النظر إلى مدخل التدريب الذاتي كبديل للتدريب التقليدي بل إن كلاً منهما مكمل للآخر.
-أهمية التعرف على الدوافع والميول المختلفة للكادر التعليمي في إطار وظائفهم وتصويب اتجاهاتهم نحو التدريب الهادف إلى تنمية مهاراتهم الإدارية الذاتية وعقد حلقات تركز على التعلم والتدريب الذاتي ضمن الدوام وخارجه وإظهار دوره في تأهيلهم وزيادة حصيلتهم من المهارات والمعارف انطلاقاً من كون التدريب واجب وظيفي متجدد ﻟﻜل ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ
-تبسيط أنظمة وإجراءات وقوانين التدريب والتشجيع على تقديم الأبحاث الهادفة واتباع أسلوب جيد وواضح في عملية الإقناع لمواجهة مقاومة التغيير
-إجراء الدراسة على مدارس أخرى بفئات عمرية شابة 
-تفعيل نظام حوافز ومكافأة معتمدي برامج التنمية الإدارية الذاتية ومقدمي الأفكار البناءة 
-ربط المسار الوظيفي بالتعلم والتدريب الذاتيين.
 
ملخص دراسة ماجيستير أجراها الطالب عصام المستراح 2016
 

أضيف بتاريخ :2016/06/18 - آخر تحديث : 2022/11/22 - عدد قراءات المقال : 12211