الى الاعلى
  • النظر إلى وجه العالم عبادة " الرسول الأعظم (ص) "

تقرير صحفي لمجلة بقية الله عن مركز الأبحاث والدراسات التربوية


 يأتي دور مراكز الابحاث التربوية المختلفة ومنها مركز الابحاث والدراسات التربوية الذي سنلقي الضوء على اليات عمله واهدافه. 
 البداية والتأسيس:
انطلقت فكرة تأسيس مركز الابحاث والدراسات التربوية بناء على وجود الحاجة لمثل هذه المراكز التي تسعى الى تأصيل المناهج وتطوير العمليات التربوية التربوية في مجتمعنا وفي هذا الاطار اوضح الدكتور يوسف ابو خليل نائب المدير العام للمركز ان الفكرة  نشأت عند مجموعة من الباحثين والمتخصصين التربويين وعلى راسهم سماحة الشيخ مصطفى قصير(رحمه الله ) الذي اخذ على عاتقه هذا المشروع  واسس له وبنى هيكليته واستراتيجيته ومهامه ، واضاف :" من اهم اسباب التأسيس ضرورة وجود مراكز ابحاث لان هذا الامر دليل خير وعافية في كل المجتمعات الانسانية فكيف اذا كان الموضوع موضوع تربوي ، اذ ان الشان التربوي هو الشأن المعني ببناء الانسان وبناء الحضارات وحفظ الثقافات وبالتالي كل مركز يعنى بالابحاث التربوية هو ظاهرة خير لاي مجتمع انساني بالاضافة الى ان هذا المركز وعند قراءة الواقع نجد انه فريد من نوعه اذ ان  هناك ندرة بهذا النوع من المراكز".
وقد ميز الدكتور ابو خليل بين مفهومي التربية والتعليم موضحا :" هناك خلط بين مفهومي التربية والتعليم في مجتمعنا العربي والاسلامي لذا كان من الاهداف الاولى للمركز التركيز على اهمية التربية اذ لها دور اكبر في بناء الانسان والحضارات والحفاظ على الثقافات" والذي يأتي التعليم كجزء من العملية التربوية.
 بدأ المركز نشاطه في الاول من شهر نيسان 2013، ويضم 3 مديريات : مديرية الابحاث النظرية ، مديرية الابحاث الميدانية  ومديرية تطوير المناهج، و تتوزع نشاطاته على مختلف الصعد التربوية حيث فصل الدكتور طبيعة هذه النشاطات قائلا:" هناك اصدارات لكتب منها كتاب فلسفة التربية والتعليم الاسلامية، وآخر بعنوان العقوبة البدنية في التربية الاسلامية  وهو موضوع يهم المربين والاهل في الوقت نفسه  ، اقامة حلقات بحثية لمواضيع تربوية مختلفة يشارك فيها اختصاصيين من مختلف المجالات من مدراء مدارس ،مختصين تربويين وغيرهم واقامة دورات تربوية"، مضيفا :" نعمل حاليا على مشروع  يدعى "مشروع مؤمل الجامعي " ويعنى هذا المشروع  بدعم الابحاث الجامعية التربوية ماديا وعلمياً ، كما يتم العمل حاليا على انشاء مجلة تربوية مختصة هدفها الدراسات والابحاث التي تصب ضمن مفهوم العمليات التربوية كما نعمد الى ترجمة بعض الكتب التربوية الاجنبية لا سيما الإيرانية للاستفادة منها.
المركزبطبيعته يتوجه الى المتخصصين التربويين هذا ما اوضحه الدكتور ابو خليل واضاف :" هناك انشطة قد تتوجه للمربين من معلمين واهل والبعض الاخر قد يتوجه للفئة الاكثر تخصصا في التربية، واحد سياسات المركز ان نكون جهة استشارية للمؤسسات التعليمية والمدارس بموضوع الرؤى والمناهج التربوية والانظمة الداخلية للمؤسسات التربوية، كما اننا نطمح   للتعاون مع وزارة التربية والتعليم ونحن بصدد هذا التعاون ان شاء الله  بالاضافة الى المؤسسات التربوية غير الرسمية.
 وعن الصعوبات التي يواجهها المركز اكد الدكتور يوسف:" اننا نعيش في مجتمع يعاني العديد من المشاكل التربوية لا سيما وان هناك العديد من العناصر التي تدخل في اطار العملية التربوية منها المدرسة والاهل والمحيط الاجتماعي واخيرا العالم الافتراضي او وسائط التواصل الاجتماعية ، وهذه المشاكل تحتاج الى تضافر جهود العديد من المؤسسات التربوية والتعليمية لا سيما الرسمية منها حيث لا يمكن لأي جهة بمفردها القيام بهذا العمل في وقت ان التربية لم تعد تعطى الاهتمام والدور الحقيقي  رغم ان معظم المشاكل التي يعاني منها مجتمعنا سواء المشاكل الاقتصادية، الاجتماعية،  التكنولوجية او السياسية تعود الى عدم وجود رؤية تربوية صريحة، فاذا ربينا اطفالنا على  مفاهيم الوحدة الوطنية والقيم الاخلاقية ونبذ الطائفية والعيش المشترك وغيرها من القيم نصل الى مجتمع معافى والعكس صحيح".
وعن الخطط المستقبلية اشار الدكتور ابو خليل الى ان المركز يخطط  للعمل على ابحاث تحت عناوين تربوية مهمة منها: القيم الدينية السمحاء، والعيش المشترك ، الوحدة الوطنية ومحاربة الفتن الطائفية  والمذهبية ويتم العمل حاليا على  التواصل مع مختلف المؤسسات في هذا المجال . 
وفي الختام دعا الدكتور يوسف ابو خليل الطلا ب والمتخصصين للالتفات الى العلوم الانسانية لا سيما التربوية منها والتي لها علاقة بالواقع الحالي لمجتمعنا، مؤكدا ان العلوم الانسانية ليست علوما للفاشلين بل هناك حاجة ماسة للمتخصصين في هذا المجال وهم قلة حالياً، وقلة التوجه لهذا الاختصاص ليس دليل عافية،مشددا اننا في لبنان بحاجة الى اعادة النظر بالتخطيط التربوي الذي هو مسؤولية الدولة لا المؤسسات الاخرى على ان يكون هناك تكامل بين الدولة والقطاع الخاص التربوي، محذرا من ان عدم الاهتمام بالشأن التربوي سيكون له الاثار السلبية التي قد ظهرت وستظهر على المدى البعيد لمجتمعنا واولادنا .

من جهة اخرى وللاطلالة على نشاط المركز اعلاميا وخططه المستقبلية  كان لنا لقاء مع السيد حمزة مرتضى المسؤول الاعلامي للمركز الذي اوضح ان الشريحة المستهدفة هي الشريحة النخبوية سواء المعنيين بالشق التربوي التخصصي او المعنيين بالشق التعليمي التربوي ، لافتا الى ان :" الدور الاعلامي للمركز هو دور مدروس ضمن سياسات تجعل هوية المركز تظهر للآخرين  من خلال الحلقات البحثية  والندوات الفكرية التي نقوم بها والتي يتم دعوة الوسائل الاعلامية لتغطيتها او الاصدارات العلمية كالكتب التخصصية التي تصدر عن المركز ومن خلال أيضا النشرة التربوية التي تصدر بشكل شهري من المركز" .
واكد السيد مرتضى ان  الدور الاعلامي للمركز له حيز كبير اذ ان المرحلة الحالية هي مرحلة تأسيسية  ولا بد من فتح علاقات مع الوسائل الاعلامية ، ومع المؤسسات التربوية والتعليمية للتعريف بالمركز وهويته وبأنشطته المختلفة، مضيفا :"اود الاشارة الى  الموقع الالكتروني للمركزالذي سبيصر النور قريبا له اهداف عديدة منها : اولا التعريف بالمركز وبانشطته التربوية والفكرية، ثانيا الإعلان عن الإصدرات التربوية ونتائج الأبحاث الميدانية الصادرة عن مركزنا، وثالثا عملية التفاعل الكتبي والبحثي وما له علاقة بعملية الاستشارات مع المركز، هذا كله بالإضافة لتزويد وسائل الاعلام  ببيانات او اخبار او تقاريرعن انشطة المركز العديدة والمختلفة ، كما ونتواصل أيضا مع مختلف المواقع الالكترونية ذات الصلة والمعنية بالشأن التربوي .
ولفت السيد مرتضى ان العمل حاليا على المستوى الإعلامي منصب على اعداد بروشير للتعريف بالمركز وباهدافه وسياساته وباهم انجازاته منذ التأسيس وحتى الآن، وبآليات العمل على ان يكون هذا البروشير مترجما الى اللغة الاجنبية ، موضحا ان من سياسات المركز التواصل مع المؤسسات التعليمية والتربوية المختلفة  للتنسيق معها ، والإستفادة من إقتراحاتهم وتوصياتهم للمركز فيما يخص الشأن التربوي بناء على تجربتهم الطويلة في هذا الاطار التربوي وذلك مساهمة منا تدريجيا في هذه البيئة للوصول فيما بعد الى مرحلة الوثيقة التربوية الإسلامية ، على أن يأتي بعدها مرحلة إعداد البرامج التربوية .
في الختام اشار السيد حمزة ان من أهم المخاطر التي يواجهها المركز حاليا السباق مع الوقت ومع التطور التكنولوجي السريع، ووضع البدائل التكنولوجية التربوية المناسبة لمختلف الشرائح العمرية ، وهي بالأخير هي مسؤولية مشتركة وتتطلب تظافر الجهود على مختلف الصعد والميادين التربوية والاجتماعية والإعلامية والجمعيات الأهلية والمجتمع المدني .  





أضيف بتاريخ :2015/02/11 - عدد قراءات المقال : 1703